2015-10-10 

مستقبل التحالف العربي بعد اليمن.. مخاوف واسئلة

من القاهرة، مختار أبو مسلم

يقلق التحالف العربي الذي شكلته السعودية بالتعاون مع ثمانية دول أخرى للتعامل مع الأزمة اليمنية عسكريا الكثيريون من المحللين بقدر ما أشاد به آخرون. يرى هؤلاء أن بعض التحالفات العسكرية العربية العربية لم يكتب لها الاستمرار، وكثيرا من التدخل العسكري العربي في الأزمات العربية لا يأتي بنتائجه المرجوة. فيقول عمر عاشور أستاذ الدراسات الاستراتيجية إن التاريخ ليس دليلاً هادياً قاطعاً إلى المستقبل؛ فقد ينتهي التدخل العربي اليوم إلى نتيجة مختلفة تماما. لكنه يبدي تخوفه من أن هناك ما قد يشير إلى تكرار التاريخ، إذ يقول "بل وبرغم مئات الغارات الجوية السعودية على القواعد العسكرية والموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يزال المتمردون يتقدمون" ويشير عاشور في مقال تحليلي بعنوان "التحالف العسكري العربي.. حماية للأمن القومي أم تقويض له؟" والذي نشره موقع قنطرة الألماني المعني بالحوار مع العالم العربي والإسلامي، إلى تلك التجارب الفاشلة التي لا ينساها التاريخ العربي. وتأتي على رأس هذه التجارب التدخل العسكري المصري في اليمن فبحلول أواخر عام 1965، كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر أرسل سبعين ألف جندي إلى اليمن لدعم الانقلاب الجمهوري ضد القوى الملكية. والتي فشلت مصر في تحقيق أهدافها وعلى أثر هذه الحرب تضررت سمعة مصر دوليا، حيث أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة استخدام القوات المصرية لأسلحة كيميائية محظورة ضد القرى التي دعمت النظام الملكي. كما تسببت هذه المغامرة في خسائر اقتصادية كبيرة؛ فبحلول عام 1965 بلغت ديون مصر الخارجية ما يقرب من 3 مليار دولار أميركي، الأمر الذي اضطرها إلى فرض "ضريبة الدفاع" لتمويل حرب اليمن. وكذلك سوريا عندما تدخلت في الحرب الأهلية في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، فشلت في إنهاء الاقتتال الوحشي أو تأمين اللاجئين الفلسطينيين الضعفاء. ويشير عاشور إلى أن حتى التدخلات الموجزة والأقل تعقيداً غير ناجحة أيضاً في إنهاء الأزمات العنيفة ــ بل إنها أدت إلى تفاقمها في بعض الحالات. ومن الأمثلة الواضحة الغارات الجوية المصرية الأخيرة في ليبيا، والتي قوضت عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في بلد شديد الانقسام، بل وأسفرت أيضاً عن تمكين العناصر الأكثر تطرفا. على حد تعبيره. ليس التاريخ هو السبب الوحيد لإبداء المخاوف إذ أن التحالف العربي هو سني في حقيقته، بل وطالبت السعودية قوى سنية أخرى، غير عربية، للانخراط فيه مثل تركيا وباسكتان، البلدان اللذان فضلا اتخاذ موقفا محايدا من صراع بدا طائفي. ويخشى عاشور من أن أحدث قوة عربية ربما تتحول إلى أحدث مصدر في الشرق الأوسط لعدم الاستقرار على أسس طائفية معادية للديمقراطية، بل ومن المحتمل أن تفضي إلى تعميق الصراع السُنّي الشيعي. وهذا هو آخر ما تحتاج إليه المنطقة أو تتحمله. على حد تعبيره. في المقابل فإن دول مثل مصر مشاركة في هذا الحلف تسعى إلى تمديد دوره إلى ما أبعد من اليمن، لكن هذا يطرح ما هي التحديات والاهداف التي يتفق عليها اعضاء هذا الحلف والتي ستؤدي إلى عمل عسكري مشترك. وتتباين وجهات نظر الدول المشكلة للحلف في العديد من القضايا مثل الملف السوري إذ يرى الجانب المصري أن الحل سياسي بالدرجة الأولى، في حين ترى عددا من دول الخليج ومن ضمنها السعودية أنه لا حل ولا حوار سياسي بناءا على وضع ميداني غير متوازن. فضلا عن الملف الليبي الذي يشهد خلافا بين اعضاء البيت الخليج نفسه. ويعتبر كاتب التحليل من غير الممكن أن نعتبر الهدف من التحالف هو نشر الديمقراطية بعد الصراع، ذلك أن الأنظمة العربية تفتقر إلى المؤهلات أو المعرفة اللازمة لبناء الديمقراطيات، ومؤسساتها العسكرية فضلاً عن ذلك غير راغبة وغير قادرة على المساعدة في هذه العملية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه