2015-10-10 

رسالة الى روبرت فيسك

داود الشريان

مع تصاعد أزمة اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية، طرح بعض وسائل الاعلام الغربية والعربية تساؤلات عن عدم استقبال السعودية لاجئين سوريين، وان عزوفهم راجع الى تشدد السعودية في استقبال هؤلاء اللاجئين، الأمر الذي دفعهم إلى دول أوروبية وخوض مغامرة نتجت منها مأساة إنسانية، كان عنوانها مشهد غرق الطفل السوري أيلان عبدالله كردي، الذي حرك موته المفجع قضية اللاجئين السوريين في الدول الغربية. استناداً إلى معلومات رسمية، أقول إن السعودية تضم أكبر عدد للاجئين السوريين على مستوى العالم، وإذا كان بعض الدول الأوروبية يتحدث عن بضعة آلاف، فإن السعودية استقبلت منذ بدء الأزمة السورية أكثر من مليون لاجئ سوري، وهذا الرقم لا يشمل عدد المقيمين السوريين قبل الأزمة، كما قدمت الرياض تسهيلات كبيرة للمواطنين السوريين، من أهمها، أن من كان قادماً بتأشيرة زيارة يمنح الإقامة، وكل من تنتهي تأشيرة عمله وجواز سفره يمنح أقامة نظامية، ناهيك عن القادمين للعمرة والحج، وخلال تدفق الفارين من الأوضاع في اليمن جرى استقبال السوريين الراغبين الدخول إلى السعودية وتم منحهم إقامة نظامية. عدد اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية مجتمعه لا يزيد على 180 ألف لاجئ، والسعودية وحدها منحت أكثر من مليون لاجئ سوري حق الإقامة، وصدر أمر ملكي بقبول 100 ألف طالب من أبناء اللاجئين السوريين في الجامعات السعودية، إضافة إلى أن السعودية اكبر داعم لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن. لكن الفرق بين المملكة العربية السعودية، والدول العربية والغربية الأخرى، أن السعودية لم تضع السوريين في مخيمات للاجئين وتتاجر بهذه القضية، بل منحتهم حق الإقامة، واستضافتهم بطريقة كريمة تعد سابقة في التعامل مع الفارين من ويلات الحروب. ولهذا فإن كل كلام يكتب ويقال عن قيود وتشدد تجاه استقبال المواطنين السوريين في السعودية هو محض افتراء لا يستند إلى حقيقة على ارض الواقع. وإذا كان بعض الدول الغربية يسعى الى كسب الرأي العام العالمي باستقبال بضعة الآلاف، بعد اخذ ورد، فإن السعودية استقبلت منذ بداية الأزمة مئات الآلاف من السوريين، من دون أن تصدر بياناً واحداً، لأنها لا ترى في هذه القضية مجالاً للكسب السياسي، فضلاً عن أن قيمها السياسية والأخلاقية تأبى ذلك. لم استغرب الحملة على السعودية من صحف وقنوات في قضية اللاجئين السوريين، لكن أن يشترك في هذه الحملة مراسل صحيفة «الاندبندنت» في الشرق الأوسط، الصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك المعروف بمهنيته العالية، فهذا مصدر استغراب، وهو تساءل عن سبب حرص المهاجرين على «التوجه إلينا، الكفار، طلباً للمساعدة» بدلاً من الذهاب إلى دول الخليج الثرية مثل السعودية». وأضاف: «اللاجئون لا يقتحمون شواطئ مدينة جدة على البحر الأحمر مطالبين باللجوء والحرية»، ونحن نقول للسيد فيسك أن اللاجئين السوريين لا يحتاجون إلى اقتحام شواطئنا، لأننا نستقبلهم كضيوف، وكنت أتمنى عليك أن تطلع على المعلومات، قبل أن تتهم السعودية جزافاً.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه