2015-10-10 

وطني ليس وقفاً إسلامياً

محمد ناصر العطوان

مرحباً عزيزي القارئ، هل سمعت آخر نكتة؟ اعذرني فلن أستطيع أن أقولها لك لأن ظروف الوطن العربي تتطلب منك اليوم أن تسمع آخر فتوى. عموماً، لن أحدثك اليوم عن وطني العربي، ولكني سأحدثك عن وطني الشخصي، لذلك قبل أن تقرأ المقال اربط حزام الأمان من أجل المرور، وحزام التقشف من أجل الحكومة، واسمح لي أن أفسر لك كيف تحول هذا الوطن إلى وقف إسلامي مُشرع الأبواب استغله الفاسدون، فإذا كان تفسيري هذا سيلاقي استحساناً عندك فأنا ممتن لذوقك، وأما إذا لم يجد عندك القبول فتستطيع أن تنتقل من نافذتي إلى نافذة زملائي في الجريدة، ولكن أرجوك أن تغلق نافذتي جيداً حتى لا يدخل أو يخرج منها اللصوص، ويصبح حالي كحال المطار، أو حتى لا يدخل الهواء فأصاب بالبرد، وأكتب وصيتي قبل ذهابي للمستشفى لأن وزارة الصحة تحب أن تريح مرضاها وتنقلهم للرفيق الأعلى. الحكومة تعلم أننا كشعب نعاني من السمنة الزائدة، ولذلك فهي لا تسرع الخطى في مشاريع التنمية حتى يتسنى لنا أن نواكب المسير فشكراً جزيلاً لها، ولكن في الوقت الذي تراعي فيه الحكومة صحتنا وسمنتنا نراها قد ألغت «الجبن قلاص» من التموين، ووجدنا الفاسدين والناهبين يسيرون بسرعة كبيرة ويتعاملون مع الوطن معاملة الوقف الإسلامي الذي يسمح للجميع أن يأكل ويشرب، (ويمش إيده بالطوفة)، ثم يهرب على أقرب طائرة إلى وطن آخر. ولكن حتى الوقف الإسلامي إذا صادف أشخاصاً ببطون مثل الثقوب السوداء التي لديها القدرة في الفضاء على امتصاص أي شيء بسرعة كبيرة، حتى أن الضوء نفسه لا يفلت منها، فسيأتي يوم ما و يفلس الوقف، ولذلك فإن الفرق بين وطني وبين الوقف الإسلامي هو أن الوقف يعتمد في بقائه على الصدقات بينما الوطن يعتمد في زواله على المناقصات. إن ما أريد أن أقوله لك أيها القارئ الهمام، يا من تشكو الزحام وسرقة اللئام، إن هذه الأرض ليست وقفاً لأحد ولكنها وطن للجميع، أو هكذا ينبغي أن تعامل! وإذا صادفت يوماً أحداً يريد أن يتعامل مع هذا الوطن معاملة (التكية) فأرجوك أن تذهب للخليج العربي ثم تشفط جميع المياه الإقليمية وتبصقها في وجهه. ومن عمودي هذا أطالب بتغيير القاعدة القانونية «القانون لا يحمي المغفلين أو المخلصين»، إلى قاعدة (القانون لا يحمي الفاسدين أو الهاربين)، وإذا لم تنجح الحكومة في القضاء على الفساد وعلى من يعتبرون هذا الوطن وقفاً بلا حسيب أو رقيب فأرجو منها استضافة «هاري بوتر» بسمة زيارة ليغير أوضاع البلد بالعصا السحرية، وعندها ربما ننجح في القضاء على الكثير من أمثال (فولدومورت) في هذا البلد. وكوني صعلوكاً يرجو عفو ربه وحفظ بلده فأريد إرسال رسالة للفاسدين أقول لهم فيها «أعدائي الفاسدون أهنئكم لأنكم نجحتم في هزيمة هذا الوطن، واستطعتم أن تطعنوه بالرماح والأسهم والسيوف والخناجر في كل مكان، فهلا ترجلتم عن الحمير التي تركبونها لنضمد جراح هذا الوطن ولو شهراً واحداً؟». **** قصة قصيرة: ألو...السلام عليكم...حبيت أبلغ عن قضية فساد...إي نعم الوثائق معاي...اسمه فلان الفلاني...إي نعم متأكد فلان الفلاني... ألو...ألو...ألو...ألو.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه