2015-10-10 

ملفات الشرق الأوسط الدامية

عبدالله الجنيد

في 28 من سبتمبر الجاري ستنطلق اعمال قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة و التي ستكون جميع ملفاتها شرق اوسطية عربية خالصة , من سوريا الى اليمن ، و من محاربة داعش في العراق الى محاربة داعش في سوريا بالاضافة لأزمة اللاجئين . مما سوف يسهل امر ابقاء الملف الليبي تحت البساط كما يشتهي الامريكان و الروس لإنجاز ما تم التوافق علية بشأنها ، خصوصا بعد ما تحولت الجامعة العربية الى جامعات . مجلس التعاون الخليجي كان اكثر المنظمات السياسية العربية قدرةً على صياغة توافق نسبي حول اكثر من ملف ، حتى عندما كان يكتنفها تبايناتاً إقليمية خاصة لبعض دولها . الا ان عاصفة الحزم أسقطت ذلك التوافق النسبي بعد ما تحول التباين من اليمن الى اختلاف مبدئي لا يقبل المحاصصة الدبلوماسية المعتادة ، مما قد يقودنا لقراءة شكلاً اخر محتمل لمجلس التعاون بعد قمة الرياض المقبلة . و سوف يفرض ذلك الواقع منذ الان على وزراء خارجية السعودية ، و الامارات العربية و البحرين بالاضافة للاردن ظهيرنا الاستراتيجي مهمة الاضطلاع بجهد خاص خلال قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة . الرئيس بوتين سيحضر القمة وهو الرجل الاقوى كونيا باقتطاعه طرطوس و اللاذيقية بمرئى من العالم دون ان تطرف له عين ، و اوروبا تدرك ان تحدي هذا القيصر قد يقود لتهديد كل مصادر الطاقة لا ممرات التجارة فقط في المتوسط . و ان باستطاعة بوتين تحديد توقيت و مكان التفاوض معها متى اشتهى هو ذلك ، لذلك سارعت اوروبا الى تقبل الرؤية الروسية كمخرج للازمة السورية او ربما الى ابعد من ذلك مستقبلا ، بما فيها الحد من توغل الناتو شرقا . و الرئيس بوتين يمارس ما يمارسه الجميع في الشرق تحت غطاء محاربة الارهاب و داعش ، فلماذا هذا الاستنكار الدولي من تدمير سوريا و قتل ما تجاوز ربع مليون انسان او تهجير سكانها ، في حين ان العالم قد تفرج قبل ذلك على تدمير العراق و قتل اكثر مليون عراقي دون اعتراض احد لكون الدم عربي . مقار البعثات الدبلوماسية في مبنى الامم المتحدة ستكون ميدان سجال سياسي ساخن بين الرئيسين ، الامريكي اوباما و رئيس الاتحاد الروسي بوتين ، فكليهما يبحث عن استحقاق سياسي نظير ما قدمه في التوصل الى الاتفاق النووي الايراني ، في حين ان دول الشرق الاوسط العربي هي من دفع ثمن ذلك في ابشع الصور الممكنة انسانيا و سياسيا . روسيا اليوم ، و بفضل التخبط الامريكي في الشرق الاوسط تحولت من حليف استراتيجي لنظامي العراق و سوريا الى الضامن لهما في ظرف أسابيع محدودة . فها هو بوتين يقيم ائتلافا إقليميا لمحاربة داعش في العراق ، و يتدخل بقواته في سوريا تحت نفس الغطاء . في حين نجد اوباما حائراً كطفل اضاع امه في السوق ، و ان اقصى ما سوف يذهب اليه في خطابة هو تمجيد الذات عبر تحقيق السلم الدولي و الاسهام في الاستقرار السياسي عبر الاتفاقية النووية ، في حين يدرك الجميع انها ابلغ أمثلة فشل سياسية الاحتواء الإيجابي الامريكية لإيران الفاشية .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه