2016-05-04 

حلم إيران في مكة

عبدالله العلمي


العرب- قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في بداية جلسة المباحثات الرسمية مع رئيس تركمانستان، قربان محمدوف، هذا الأسبوع “ندعو إيران إلى التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودعم الميليشيات والأحزاب المسلحة”.

 

لم تأتِ هذه الكلمات من فراغ، فأحد أهم محاور الخلاف المتأزم بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، هو التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والدول الأخرى في المنطقة. ومنذ قيام ثورة الخميني اعتمد نظام الملالي الطائفية المقيتة نهجا عدائيا مزقها داخليا وخارجيا. فالعلاقات الخليجية الإيرانية شهدت توترا دبلوماسيا بشكل عام لا سيما في قضية الجزر الإماراتية الثلاث (أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) التي تعتبرها الإمارات جزءا من أراضيها تدعمها في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي.

 

ولا شك أن دول مجلس التعاون تسعى إلى تأسيس علاقة سوية مع إيران، تقوم على أساس احترام السيادة وعدم التدخل والحرص على الاستقرار في المنطقة، وأن تتوقف إيران عن تصدير ثورتها وأن تسعى إلى كسب جيرانها. ولكن للأسف، سعت إيران – ومازالت تسعى – إلى استعداء جيرانها وبث الفتنة والفرقة في المنطقة.

 

فسياسة طهران تحمل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتنذر بإشعال حرب طائفية خطيرة لا يمكن السيطرة عليها أو التحكم فيها.

وتفوقت إيران على المنظمات الإرهابية في إيواء الهاربين من العدالة، أو فتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية، أو تهريب الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ عمليات إرهابية داخل دول المجلس، أو عبر دعم التخريب والتحريض على العنف في المنطقة.

 

أما ميليشيات طهران فهذه حكاية أخرى. ويقول محمـد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، بحسب ما أوردته وكـالة (مهر) الإيـرانية، إن هذا الحرس جهز أكثر من 200 ألف شاب بالسلاح في اليمن، والعراق، وسوريا، وأفغانستان.

 

وفي مارس 2016، قرر مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته الـ145 على مستوى وزراء الخارجية، اعتبار ما يسمّى بـ“حزب الله” منظمة إرهابية.

 

ثم جاءت الضربة القاضية حين أدان قادة دول منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماع مؤتمر القمة الإسلامي في أبريل الماضي في إسطنبول، الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات السعودية في طهران ومشهد، التي تشكل خرقا واضحا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الدبلوماسية.

 

كما أعلن مؤتمر القمة الإسلامي عن رفضه للتصريحات الإيرانية التحريضية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من مرتكبي الجرائم الإرهابية في السعودية، واعتبرها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة بما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وجميع المواثيق الدولية. ولأن ختامها مسك، فقد أدان المؤتمر تدخلات إيران في الشؤون الداخلية في البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب. والأمر ليس فقط تدخلا في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، بل سعي أيضا إلى قلب الأنظمة في هذه الدول. ويقول محمد جواد لاريجاني في كتابه “مقولات في الاستراتيجية الوطنية” “إن الوصول إلى القدس يجب أن يمر عبر المنامة وصولا إلى مكة المكرمة، فالمدينة المنورة ثم القدس”.

 

ولا يزال لاريجاني يسعى مع مجموعة من ملالي إيران إلى استبدال مكة المكرمة بقم الإيرانية، ربما من موروث طائفي مملوء بزخم من الكراهية لأرض الحرمين الشريفين.

 

ومحمد لاريجاني هو الشقيق الأكبر لعلي لاريجاني. نعم هو نفسه علي لاريجاني، كبير المفاوضين الإيرانيين في البرنامج النووي الإيراني، الذي أقنع الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن إيران هي حمامة سلام تسعى إلى نشر المحبة والمودة في المنطقة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه