2017-01-25 

ماذا تنتظر!

رندا الشيخ

كلما فجعت بخبر وفاة شخص من محيطي، حتى وإن لم تربطني به علاقة قوية.. أدرك كم أنا محظوظة!  

 

 

كلما تأملت فكرة أن رحلته في الحياة انتهت عند تلك النقطة التي أرادها الله له، رغم كل أحلامه وآماله وطموحاته، ثم أنظر إلى صدري الذي مازال يعلو ويهبط شهيقاً وزفيراً.. أتأكد بأنني محظوظة! 

 

 

 

كلما تخيلت حال أهله وأصدقائه ومن عرفه عن قرب وحزنهم على فراقه، بينما تحيطني عائلتي من كل اتجاه.. يزيد يقيني بأنني الأكثر حظاً! 

 

 

وبما أنك تقرأ حروفي الآن.. فأنت أيضاً تشاطرني حظي!  

 

 

نحن محظوظون لأننا ما زلنا نملك الفرصة.. الآن، في هذه اللحظة لنحقق ما نريد، ونصحح ما يجب تصحيحه، ونبني ما نود بناءه، ونمحو ما تكاسلنا عن محوه بكبريائنا ولا مبالاتنا! مازلنا أنا وأنت وغيرنا كثير نفترش الأرض ونلتحف السماء! ننعم برائحة أمهاتنا وتربيت أحبائنا. نملك القدرة على أن نمارس إنسانيتنا أكثر، وأن نبسط أيادينا بالخير أكثر، وأن نبتسم أكثر، وأن نعبر عن حبنا أكثر، ونتسامح أكثر، ونتقرب إلى الله أكثر مهما بلغنا من الكبر عتياً! 

 

 

أتعلم.. حين يموت أحدهم، يهتز العالم الصغير من حوله! يشفقون من فكرة النهاية تلك، رغم يقينهم بأن ما عند الله خير وأبقىفلا أحد على الإطلاق على استعداد للرحيل أو الفراق.. لا ليس بعد!  

لكن لماذا تنتفض القلوب لفراق أناس دون غيرهم رغم أن الموت في كل مكان وفي كل يوم.. تماماً كالولادة؟ لماذا مازلنا نردد أسماءً دون غيرها ونحتفظ بها في ذاكرتنا؟  

 

 

سأخبرك.. لأن أصحابها لم يكونوا مجرد رقم في سجلات الولادة أو التعداد السكاني! لم يركنوا بإستسلام لما واجهوه في حياتهم! فقد اختاروا أن يحدثوا فرقاً خلال تلك المدة التي تنفسوا فيها، وقرروا أن يعملوا ليومهم وغدهم! وإن فتشت في سيرهم ستجد حتماً أنهم زرعوا أملاً.. أو غيروا واقعاً.. أو شحذوا همماً.. أو حققوا حلماً.. أو حاربوا ظلماً أو مرضاً. وربما أعظم.  

 

 

انتهت حروفي يا قارئي المحظوظ. لكنك مازلت تملك فرصاً كثيرة في هذه الحياة تترقب اقتناصها! 

إذاً، ماذا تنتظر؟  

  

 

 

التعليقات
فهد القطان
2017-02-09

سؤال يطرح نفسه هل هدفك ما سيقوله الناس عنك بعد موتك ؟ ام سيكون غاية طموحك مرضات ربك وما قدر ما قدمت لهذا اليوم ؟ ما ستندم عليه هو تقصيرك في طاعة الله يوم لا ينفع مال ولا بنون تأملها .

عبدالله خليل
2017-01-25

كلمات تنتشل المحزون ليدرك كم هو محظوظ مقال موفق أختي الكريمة

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه