تشير كل التطورات وحتى الأزمات الإقليمية إلى أن التوافق في وجهات النظر بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودول الخليج بات واضحا وجليا خاصة فيما يتعلق بالتهديد الإيراني وتأثيره في الأزمة اليمنية.
وكالة رويترز أكدت في هذا السياق أن هناك إتفاقا واضحا بين واشنطن وبقية العواصم الخليجية على نحو متزايد في النظر إلى الصراع اليمني باعتباره تدخلا إيرانيا وإن كانت واشنطن تعطي أولوية في السابق لمعركة موازية ضد تنظيم القاعدة بعد ان حاولت بأن تنأى بنفسها عن المشاركة في الحرب في اليمن.
ويأتي ذلك بالتوازي مع مناقشات مفصلة داخل إدارة ترامب تهدف لتقديم مزيد من المساعدة لدول الخليج التي تقاتل جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران حيث يشير مسؤولون أمريكيون إلى أن هذه المساعدة ستشمل توسعة نطاق معلومات المخابرات التي تقدمها واشنطن.
كما يتأكد التوافق والتقارب الأمريكي الخليجي من تصريحات المسؤولين الامريكيين في إدارة ترامب حيث قارن ماتيس دعم طهران للحوثيين بدعمها لحزب الله اللبناني الشيعي وهو موقف تتبناه السعودية ودول الخليج التي ترى صلات بين الجماعتين.
ولم يكن تصريح ماتيس مجرد تلميح حيث قال خلال زيارته إلى الرياض "أينما تنظر إذا كانت هناك اضطرابات بالمنطقة تجد إيران."
إلى ذلك يشير التقرير إلى أن التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج في تزايد في مجال مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتصدر أولويات واشنطن باليمن.
و يرى مسؤولون أمريكيون أن الحرب الأهلية عقبة في طريق شن حملة عسكرية مستمرة على المتشددين وأنها تمثل تهديدا لمضيق باب المندب الذي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة.
فقد بات واضحا بالنسبة للكثير من المراقبين في الولايات المتحدة ودول الخليج بأن إيران لها دور واضح في ارتفاع مستوى المقاتلين الحوثيين.
وقد أدى ذلك إلى تدخل أمريكي مباشر حيث أطلقت الولايات المتحدة صواريخ كروز على أهداف للحوثيين العام الماضي بعد أن تعرضت سفينة حربية أمريكية لإطلاق نار قبالة ساحل اليمن واصطدم قارب يعمل بجهاز للتحكم عن بعد محمل بالمتفجرات بفرقاطة سعودية في 30 يناير كانون الأول في أول هجوم معروف بقارب غير مأهول.
وفي سياق متصل تعد مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هدفا مشتركا لكل من واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي حيث نفذت الولايات المتحدة عددا من الضربات الجوية في اليمن هذا العام أي أكبر من مجمل ما نفذته من ضربات في 2016 وهو مؤشر واضح على تزايد المخاوف الأمريكية والتركيز على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتعمق المشاركة في اليمن.
يذكر أن وزير الدفاع الامريكي كان قد أكد خلال زيارته إلى السعودية مؤخرا أن واشنطن تدعم حلا سلميا للازمة اليمنية لكنه شدد على ضرورة مكافحة وتطويق الخطر الإيراني في هذا البلد وفي المنطقة عموما .