2017-05-01 

"مدائن صالح" السعودية..شاهد "مجهول" يروي قصة إمبراطورية غابرة

من جدة نعيم سالم

 

تقف مدائن صالح  السعودية شاهدا شامخا على حقبة تاريخية مميزة لإمبراطورية الأنباط غير أنها وعلى ما تكتنزه آثار نادرة تعد مدينة غامضة ومجهولة لدى الكثيرين.

 

 

 

و رغم أن مدائن صالح لم تحظ بما حظيت به مدينة البتراء في الأردن من شهرة، فإن هذه المدينة السعودية، التي كانت ثاني أكبر مدن الأنباط، لعبت دورا محوريا في ازدهار امبراطورية الأنباط التي لا يزال يكتنفها الغموض وفق ما نقلته الصحفية في قناة بي بي سي  مارجوري ودفيلد في زيارتها لهذه المدينة .

 

 

رغم الشهرة التي تحظى به مدينة البتراء، عاصمة مملكة الأنباط قديما في الأردن، فإن مدائن صالح ثاني أكبر مدن الأنباط التي تسمى أيضا الحِجر، كانت  مدينة مزدهرة قديما بسبب موقعها على طريق تجاري هام آنذاك يربط بين آسيا وأوروبا، وكان يسمى طريق التوابل حيث لعبت  دورا محوريا في بناء إمبراطورية تجارية.

 

 


كان ذلك قديما لكن مدائن صالح اليوم، تُقف بشموخ من خلال صخور ومقابر ضخمة ومنحوتات تروي قصة حضارة وإمبراطورية غابرة.

 

 

وتنقل الصحفية مارجوري ودفيلد في رحلتها  إلى مدائن صالح عن مرشد الرحلة  أحمد أن  الأنباط استمدوا ثراءهم ورخاءهم من قدرتهم على استخراج المياه وتخزينها في الصحراء القاحلة.

 

 

كما سيطر الأنباط على طرق التجارة في الصحراء، من مدائن صالح في الجنوب الغربي إلى ميناء غزة شمالا على البحر الأبيض المتوسط، وفرضوا ضرائب على القوافل التجارية المحملة بالبخور، والكندر (اللُبان الشحري)، ونبات المرّ، والتوابل، التي كانت تتوقف عند مراكز الحراسة بالمدينة للاستراحة والتزود الماء.

 

 

وفي عام 106، ضم الرومان مملكة الأنباط إلى أراضيهم، وتحولت قوافل التجار إلى طريق البحر الأحمر بدلا من الطرق البرية. ولم تعد المدن النبطية مراكزا للتجارة، ومن ثم تداعت المملكة النبطية وهجرها سكانها.

 

 


أما اليوم، فقد أصبحت هذه المدينة، التي حُفظت في جوف الصحراء بمعزل عن الناس، خاوية وهادئة ومصانة بشكل مدهش. لكن أغلب المدينة لا يزال مغطى بطبقات من الرمال.

 

 

وحتى الآن، اكتُشف من المدينة منطقة مدافن شاسعة تضم ما يربو على 131 مدفنا ضخما تكشفت براعة الفن النبطي في منحوتات النسور التي تقف بشموخ، والحيوانات ذات الرؤوس الآدمية، مثل "سفنكس"، والغريفين المغطى بالريش، ناهيك عن النقوش الدقيقة.

 

 


 يذكر أنه تم إدراج مدائن صالح  في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، غير أن ما تكتنزه من تاريخ لا يزال مجهولا لدى  الكثيرين.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه