بعد أن تعالت تصريحاته المنتقدة للسعودية كمرشح للرئاسة إختار ترامب الرئيس المملكة كأول محطة لرحلته الخارجية الأولى في دليل على قوة وقيمة السعودية التي تعلم الإدارة الأمريكية على تعاقب زعمائها بأن لاعب لا مصلحة من معاداتها ولا جدوى لمحاولة الاستغناء عنها.
مجلة بوليتيكو أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكد فيه أن الرئيس دونالد ترامب اختار السعودية كأول محطة في رحلته الخارجية الأولى كمؤشر على أن التحالف الأمريكي السعودي عصي على الإنهيار وبأن ترامب كسابقيه من الرؤساء الأمريكيين إختار نهج الدبلوماسية التقليدية في التعامل مع أعم حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.
ويضيف التقرير بأن هذه الخطوة تؤكد من جديد بأن أي إنتقاد السعودية أصبحت إسطوانة مشروخة تنتهي بتحمل كل سياسي لمسؤولية كبرى حيث يتأكد حينها بأن تأثير المملكة الإقليمي والدولي يجعل من التواصل معها لا بل التوافق معها ضرورة.
في ذات السياق أكد سيمون هندرسون، الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى " قد يكون السعوديون جزءا من الصراع في المنطقة ولكنهم أيضا جزء من الحل، ولهذا السبب عليك التعامل معهم".
يأتي ذلك بعد أن كان باراك أوباما قد اشتكى أيضا من السعوديين كمرشح قبل أن يختار الرياض كأول محطة له في زيارته الافتتاحية إلى الشرق الأوسط في يونيو / حزيران 2009 .
وعلى الرغم من انتقادات ترامب المرشح فإن ترامب الرئيس سيحظى بترحيب حار في السعودية بعد أن أكدت عدد من الزيارات الثنائية التي قام بها مسؤولون من البلدين على توافق كبير بين واشنطن والرياض خاصة فيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط.
هذا ومن المنتظر أن يشارك ترامب في الرياض في اجتماع مع قادة الدول العربية والإسلامية حيث سيركز على تهديدات الارهاب والتطرف الدينى وهو ما أكده ترامب حين قال أنه يريد "بناء ائتلاف من الاصدقاء والشركاء الذين يتقاسمون هدف مكافحة الارهاب وتحقيق الامن والاستقرار والفرص فى الشرق الاوسط".
ومن المؤكد أن هذا الاجتماع سيعالج مكافحة الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.
وكان ترامب قد تحدث الأسبوع الماضي عن المملكة، ووصفها بأنها "الوصي على أقدس المواقع في الإسلام، مكة المكرمة والمدينة المنورة" واصفا زيارته القادمة إلى السعودية بأنها "تاريخية".