إستغلت عدد من الأصوات والاطراف حالة الحرب والفوضى في اليمن لتبدأ حملتها الداعية إلى الانفصال وتقسيم البلاد إلى شمال وجنوب، وهو ما يجعل اليمن "اللا سعيد" اليوم مهددا بسيناريو أكثر سوءا.
في ذات السياق يعتقد الإعلامي والمثقف السعودي عبد الرحمن الراشد في مقال نشرته صحيفة الشرق الاوسط أن الدعوة الغير عقلانية لإنفصال الشمال عن الجنوب تجمع الإنفصاليين في الجنوب والإخوان المسلمين وإن إختلفت الجهتان في قضايا أخرى تخص اليمن.
ويرى الراشد أن الإنفصال المنشود وإن كان يلبي أهداف إنفصالي الجنوب في تسهيل حكم عدن وكذلك الإخوان الذين يسعون إلى توسيع دائرة نفوذهم في الشمال فإن هذه الدعوة لا تجد لها مرتكزات وأسسا على أرض الواقع تجعل من إنفصال الشمال عن الجنوب أمرا ممكنا.
ويعتبر الإعلامي السعودي أن الإنفصال هو مشروع تغيير سياسي يصعب تحقيقه بالسهولة التي يعتقدها البعض، ذلك ان رغبة الجنوبيين في الإنفصال لا تكفي لتحقيق هذا الطموح بما أن الإعتراف الدولي يبقى تحديا وعائقا كبيرا أمام تحقيق هذه الرغبة وعدم نجاح أكراد العراق في تحقيق إنفصال كامل رغم انهم يتمتعون بالحكم الذاتي منذ عقود خير دليل على ذلك.
كما يعتقد الراشد أن تحقيق الإنفصال لا يمكن أن يكون من خلال إستغلال حالة الحرب و الفوضى، بل من خلال توفير الظروف القادرة على جعل هذا الطموح ممكنا وأهمها الإستقرار السياسي والأمني و أن تكون هناك دولة قائمة الذات ببرلمان وحكومة منتخبة على غرار ما حصل في السودان عندما تم تنظيم إستفتاء أثمر إنفصال إقليم جنوب السودان عن السودان.
إلى ذلك يرى رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الاوسط أن تحقيق إنفصال جنوب اليمن عن شماله ستكون له تداعيات كارثية على جنوب السودان رغم أن المطالبين بالإنفصال يهونون من آثار الانفصال على مستقبل هذا الإقليم ، ذلك أن الإنفصال سيجعل جنوب اليمن أمام حتمية صراع سلطوي حيث تسعى عدد من الأطراف والجهات في الجنوب إلى السلطة وهو ما يجعل من إستقرار هذا الاقليم بعد الإنفصال أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا.
و يعتقد الراشد أن فكرة الإنفصال وإن كانت تجد لها أسباب واقعية أهمها تهميش الجنوب وفرض الوحدة المزيفة على سكانه في عهد الرئيس علي عبد الله صالح، فإن الإنفصال يبدو مطلبا يصعب تحقيقه في اليمن بالعودة إلى صعوبة الفوز بإعتراف دولي لذلك يدعو الجنوبيين إلى عدم التسرع و الإنسياق وراء هذه الدعوة و البحث عن بدائل عقلانية وسلمية أهمهما النظام الفدرالي او الكونفدرالي.