يتوقع المحلل السياسي مصطفى طوسة أن تستمر الأزمة الخليجية فترة أطول من المتوقع، مشددا على أن حل هذه الأزمة لا يعني أبدا إنتهاء الخلاف السعودي القطري.
موقع atlas info أورد في هذا السياق تقريرا لطوسة ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه المحلل السياسي والاعلامي في إذاعة مونتي كارلو أن عدة مؤشرات تؤكد بأن نهاية الأزمة الخليجية التي تقف فيها السعودية وحلفاءها في طرف وقطر في طرف آخر ليست قريبة بالمرة وأولها فشل الوساطات الدولية والإقليمية في نزع فتيل الأزمة حيث لم تنجح جهود وزير الخارجية الأمريكي ولا نظيره الفرنسي ولا الألماني ولا حتى جهود الرئيس التركي وأمير الكويت في إحداث تغيير في مسار الأزمة.
ويعتقد طوسة أن من بين المؤشرات الأخرى التي تؤكد بأن الأزمة لن تنتهي قريبا هو تعنت قطر من جهة في الاستجابة لمطالب جيرانها وإصرار السعودية وحلفاءها من جهة أخرى على ضرورة وقف قطر دعمها للارهاب لانهاء الأزمة. ويضيف المحلل السياسي في هذا السياق بأن قطر تحاول بكل السبل تشتيت إنتباه الرأي العام الدولي عن اصل الخلاف عبر صب مزيد من الزيت على ناره، من خلال منصاتها الاعلامية واستثماراتها الخارجية وكذلك تقاربها المثير للجدل مع تركيا وإيران.
ولأن إيران تعد أحد أهم النقاط الخلافية، يصر ولي العهد السعودي الأمبر محمد بن سلمان وكذلك ولي عهد أبو ظبي على ضرورة استجابة قطر لمطالب جيرانها لأنها إستنفذت كل الفرص السابقة دون تحقيق تقدم ملموس في انهاء دعمها للارهاب والتدخل في شؤون جيرانها.
وفي سياق متصل يضيف طوسة أن الموقف الأمريكي المتذبذب، له دور كبير في إطالة الأزمة حيث يناقض الدعم الواضح لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لقطر توجهات وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبدو مصمما على عزل قطر وايران وانهاء دعمهما للارهاب.
ويختم طوسة بالتأكيد على أنه وحتى في حال التوصل الى إتفاق ينهي هذه الأزمة فإن ذلك لا يعني بالضرورة نهاية أسباب الخلاف السعودي القطري الذي تختلف أسبابه بين التاريخي والأمني والاستراتيجي، والذي ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والتغطية الاعلامية في تغذيته.