عندما وصل الفنان السعودي عبد الناصر غارم إلى لوس انجلوس في وقت سابق من هذا العام، أحضر معه مجموعة من الفنانين المعاصرين الشباب من وطنه الأم، في محاولة لتمهيد الطريق أمامهم نحو الابداع والتعريف بالطاقات السعودية الشابة .
قناة سي أن أن أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه أن غارم حضر إلى كاليفورنيا لتعزيز أول عرض منفرد له في الولايات المتحدة في متحف مقاطعة لوس انجلوس للفنون، لكنه حرص على مشاركة نجاحاته مع الجيل القادم من الفنانين السعوديين الطموحين.
و ينقل التقرير عن الفنان السعودي تأكيده "يتعين على الفنانين أن يكونوا حول بعضهم البعض". واضاف "لا احد يدعمهم اذا لم يدعموا بعضهم البعض".
يشار إلى أن الأعمال الفنية لغارام، وهو ضابط سابق في الجيش السعودي، قد حازت نجاحا عالميا حيث بيعت لوحته المزخرفة في عام 2011، بسعر 842،500 دولار أمريكي لتصبح أغلى قطعة تباع في المزاد من قبل فنان عربي.
وقد ساهمت تجارب الفنان السعودي كضابط عسكري في إبداعه، ذلك أن الطبيعة المعقدة دائما ما تكون ميزة في أعماله "المستفزة" للتفكير والتأمل.
ورغم أن طريق نجاح غارم لم يكن سهلا او مفروشا بالورود بما أنه يعتقد أنه من الصعب التميز والابداع في مجتمع محافظ، فقد إختار الضابط السابق أن يكون سندا للشباب السعودي في تفجير طاقاتهم الابداعية، فقد سعى غارم إلى تمهيد الطريق للفنانين في المملكة على مدى العقد الماضي، حيث أسس استوديوه الخاص الذي يأمل أن يعزز المواهب الإبداعية الشبابية داخل البلاد.
"كنت أسبح ضد التيار لسنوات،" يقول غارم "لذلك، حاولت بالفن بناء جزيرة حيث يمكن للناس أن تأتي..في بلدنا من الصعب جدا أن تقول ما تريد خصوصا إذا كان عكس تصورات المجتمع، ولكن يمكنك تمرير فكرتك من خلال عمل فني".
ويشمل كتالوج غارم المثير على قطع مثل "التمويه"، وهي عبارة عن لوحة ختم تصور دبابة للجيش على خلفية مسجد، و قطعة "كابيتول دوم"، وهو تركيب يبدو أنه يصور مبنى الكابيتول الأمريكي الذي يميل إلى جانبه للكشف عن داخلية مزينة على الطراز الإسلامي، لكن قطعته الأكثر شهرة كانت في عام 2007 في مدينة أبها السعودية، عندما لف غارم نفسه وشجرة في صفائح من البلاستيك حيث ظل لمدة ست ساعات من أجل إبراز الكيفية التي كانت الأشجار المستوردة تضر بالسكان الأصليين.