أثار خطاب دونالد ترامب وإسراتيجيته لمكافحة الارهاب في أفغانستان التي تعتمد على الهند على حساب باكستان عديد التساؤلات، أهمها دور دول الخليج ومدى تفاعلها مع رؤية الرئيس الأمريكي.
في ذات السياق يؤكد سايمون هاندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في تقرير له في موقع المعهد أنه وبالنسبة لبلدان مثل السعودية والإمارات،" لا بدّ من أن تكون هذه الرسالة قد أحدثت أثراً، فروابطها مع باكستان قد تجعل منها عاملاً مهماً لتحريك عجلة الإستراتيجية الأمريكية الجديدة، وهو دور يجب اختباره في أقرب وقت ممكن" مضيفا أن " الكيفية التي ترد بها هذه الدول على إنذار الرئيس ترامب ستكون مثيرة للاهتمام بقدر رد باكستان."
يأتي ذلك على الرغم من أن دول الخليج حاولت تاريخبا تجنب الانحياز إلى أي من الهند أو باكستان، بما أن " فالهند تمثّل شريكاً تجارياً بالغ الأهمية نظراً إلى رخائها المتزايد وعدد سكانها الأكبر بكثير (1.3 مليار نسمة مقابل ما يقرب من 200 مليون باكستاني) في حين تربط باكستان، علاقة مميزة بدول الخليج على الميتوى الاقتصادي والعسكري خاصة حيث تجنّد قوات الأمن الخليجية، وخاصة البحرينية منها، عناصر سابقة من الجيش الباكستاني.
بالنسبة للسعودية، يؤكد هاندرسون أن التواصل العسكري مع باكستان تأكد بتعيبن القائد السابق للجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف ، كقائد للتحالف الذي تقوده السعودية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير المستمرة إلى اهتمام السعودية بالحصول على الأسلحة النووية الباكستانية.
كما تظهر أهمية باكستان بالنسبة للسعودية من زيارة، ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، لباكستان مرتين في عام 2016، في الوقت الذي كما يتحدث البلدان عن علاقة استراتيجية غير محدودة.
كما زار وزير الدفاع السعودي السابق الأمير سلطان المحطة الباكستانية لتخصيب اليورانيوم في عام 1999 وعُرض عليه نموذجاً اختبارياً للسلاح النووي للبلاد.
أما بالنسبة للإمارات، فيؤكد الخبير الأمريكي أن علاقات وثيقة تاريخياً تجمع دبي باسلام آباد، "فبعيداً عن الروابط التجارية، زار وزير خارجيتها الحالي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان محطة تخصيب [اليورانيوم] الباكستانية عندما كان وزيراً للإعلام بعد أسابيع قليلة من الزيارة التي قام بها الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز".
كما مثلت دبي وفق هاندرسون لأكثر من عشرين عاماً، وبعلم السلطات الإماراتية، نقطة عبور للتكنولوجيا والمواد النووية التي يتم شراؤها من أجل برنامج الأسلحة الباكستاني، فضلاً عن البرامج الوليدة في ليبيا وإيران.
يشار إلى أن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرّف، الذي أطاح بشريف عام 1999 حين كان قائداً للجيش، يعيش الآن في المنفى في هذه المدينة الخليجية.
ويختم بالتأكيد على أن الرياض وأبو ظبي وعواصم الخليج الأخرى ستحاول الأسابيع المقبلة تقييم مدى تصميم الرئيس ترامب في مهمته المتمثلة بالحرص على "عدم تمكّن الإرهابيين من استخدام أفغانستان من جديد كملاذ لمهاجمة الولايات المتحدة"، وعلى حث باكستان على اغتنام فرصة الإصلاح التي منحتها لها واشنطن.