كإن الفن في الآونة الأخيرة يترنح وبالأخص السعودي الذي اختلط على رواده التمييز بين الكوميديا والتهريج وكذلك سقط العمق في النصوص واصبحت مجرد حشو يقال من قبل الكاتب او الفنان الذي يعتمد عليه المخرج في تغذية النص بخفة دمه التي تفقد الموازين وتنحدر ( للسماجة ) فلم نعد نرى اعمالا تعلق في الذاكرة كأعمال العمالقة السابقين.
ان الفن يحتضر وقد تولاه اناس لا تفقه فيه واصبحت تستغله لتمرير رغباتها ومتطلباتها حتى لو خرجنا عن النطاق المحلي للخليجي سوف نشاهد الاعمال التي تسير على خط درامي ثابت واذا حصل تغير، تضاعف جرعات الالم والحزن والاكثار من الشخصيات ليستطيع الكاتب تلبية رغبات القنوات لاتمام شهر رمضان بغض النظر عن المضمون والحبكة والمخرجات.
فطوال الشهر لا تستمع الا لصراخٍ وبكاءٍ ونحيب وعويل وعبارات الخيانة والكره وكأن المجتمع يعيش في رفاهية ويريد كسر الروتين بالحزن متناسين بأن الفن هو ترفيه بالدرجة الاولى ونقل حياة متنوعة فيها الفرح والحزن والسعادة والغموض والايثارة والصداقة الجميلة.
لقد تشبعنا اسفافا وكذلك حزناً فنحن نريد اعمالاً فيها خلطة التوازن كما كان يقدمها الكاتب طارق عثمان في مسلسلاته خرج ولم يعد، خالتي قماشه، العائلة التي تشاهدها وتستمتع بالحياة الطبيعية دون تكلف في تعابير الوجه في وقت الحزن ودون مبالغة في المكياج وكذلك لا تلحظ مشاهد وضعت من اجل تمرير الوقت دون مبرر.
نريد زمن الفن الجميل لأنه من حقنا كمشاهدين ان يرتفع المستوى لا ان ينحدر، وخصوصا في ظل وجود المنافسه العالمية التي تسعى في الارتقاء وتقديم افضل الاعمال لكسب الجمهور بإحترافيتهم التي تركز على أدق تفاصيل العمل ومدى تأثيره على المشاهد من خلال مخرج متخصص يملك رؤية تنهض بالعمل وبكاتب يحمل ثقافة تثري الطرح وطاقم متناغم لا يتدخل فيما لا يعنيه، وكل له خطه الذي يسير فيه حتى المنتج لا يقحم نفسه بتفاصيل العمل مستغلا سلطته الماليه بالضغط كما هو الحال في بعض اعمالنا، حيث يفرض وجود فنانيين معينين ويعدل في النص ويختار اماكن التصوير دون المستوى المطلوب اما لاجل التوفير، او فرض سلطة لا معنا لها.
فرفقا بنا بما يقدم على شاشاتنا من اعمال ركيكه، واكسبونا قبل ان ندير لكم ظهورنا، عندها لن يجدي صراخكم في القنوات ورمي اسباب الفشل على بعضكم لاننا سنرحل عنكم جميعاً ونبحث عن من يحترم عقولنا.