2015-10-10 

إيران من إما غالب أو مغلوب إلى كلنا رابحون

سويس انفو

هل موقف إيران في المفاوضات هو موقف الفالب والمغلوب والذي كان يتبناه الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد وخامنئي؟ ، أما موقف كلنا رابحون وهي السياسة التي رسمها الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني وفقًا لتحليل أعدته سويس انفو . وفقًا للتحليل فإن موقف روحاني منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها المفاوضات بين بلاده والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا حول برنامج بلاده النووي، هو كلنا رابحون لإن إيران تريد بالفعل الاتفاق النووي، ولا تريد تحقيق انتصار ، وأن لغة الغالب والمغلوب ما عادت مفيدة معها خصوصاً بعد زوال حقبة من التشدد والتطرف شهدت الكثير من الهزات المحلية والأقليمية و حدد الرئيس روحاني معالم علاقة مستقبلية بين ايران والغرب والولايات المتحدة تحديدا خارج دائرة الغرق ، وكأن روحاني كان يريد أن يقول للغرب: "نحن جاهزون لنكون كما كنا من قبل: دولة حليفة للغرب ولا تقوّض السلام وتشارك في صنعه". وقد أبلغ ظريف المفاوض الايراني نظراءه خصوصاً الأمريكي خلال كل تلك الجولات السابقة من المفاوضات، أننا جئنا هنا لنتفق لا لننتصر، فان كُنْتُمْ مُستعدين فسنستمر معكم حتى نتفق، وإلّا فلا تضيعوا وقتنا ووقتكم بأحاديث سبق وأن تكررت في السنوات الماضية منذ "اتفاقية قصر سعادت آباد 2003 " التي علقت ايران بموجبها تطوعاً تخصيب اليورانيوم بنسبة 5% لتعزيز الثقة.. وقد أعلنها الرئيس روحاني صريحة وواضحة في نيويورك أثناء مشاركته الجلسة العمومية لمنظمة الامم المتحدة بُعيد انتخابه في صيف 2013 أنه مستعد للتوقيع على اتفاق حول البرنامج النووي، بتفويض مُطلق من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. من المعلوم أن المفاوضات النووية وتفاصيلها والجناح الذي يخوضها، على رأس القضايا التي يختلف بشأنها الايرانيون، ولذلك فان أول ما فعله روحاني قبل أن يُطلق إشارة البدء في التفاوض مع الغرب، كان الجلوس وجهاً لوجه مع خامنئي، الذي أكد عليه التوصل إلى اتفاق "يضمن حقوق إيران النووية" وعدم تقديم تنازلات "تهز كبرياءنا الوطني". في الواقع، كان الرئيس روحاني مترددا من نجاح مفاوضاته وفريقه مع الغرب إذا لم يحصل على كل المعلومات عن البرنامج النووي الايراني منطلقاً من تجربته السابقة عندما كان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي، حين قاد بنفسه تلك المفاوضات مع الترويكا الأوروبية آنذاك (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) وهو مُكبّل اليدين. روحاني يدرك أيضا أن الحرس الثوري ورغم حاجته للعملات الصعبة ليتمكن من الإستمرار في تنفيذ خططه السرية والعلنية في مناطق الصراع ومناطق تحتاجها ايران لتعزيز نفوذها، فانه لا يبدو مُرتاحا للتفاوض مع "الشيطان الأكبر"، وربما يُخفي عنه معلومات بشأن تفاصيل البرنامج النووي، تجعل موقفه حرجاً في المفاوضات التي تركز هذه المرة تحديداً على عنصر الثقة، والنوايا الحسنة، ما دامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكل أجهزة الإستخبارات، قد عجزت أن تثبت - حتى الآن على الأقل- أن البرنامج النووي الايراني خرج عن طابعه السلمي! ويبدو أن روحاني وفريقه على وشك النجاح خاصة بعدما أمسك بالملف النووي في يد وزارة الخارجية بعيدأ عن الإزدواجية في الموقف ، وساعد هذا في إقناع الطرف الآخر ، بأن إيران جدية في التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي. هنا أدركت اشنطن و حلفاؤها الأوروبيون عمق التغيير الحاصل في إيران بعد انتخاب روحاني (في أغسطس 2013)،ومن هنا.فان الجميع يفاوض هذه المرّة، ولا يوجد أي مبرر لعرقلة التوصل الى اتفاق، أو إلى تمديدها، وقد قال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي بوضوح يوم 15 مارس الجاري (قبل وصوله الى لوزان غرب سويسرا): "لو كان برنامج إيران النووي سلميا فعلا فلننجز الأمر". وجاءت تصريحات كيري في مقابلة أجراها معه برنامج "واجه الأمة" في شبكة سي بي إس الأمريكية خلال تواجده في منتجع شرم الشيخ في مصر، الذي أطلق منه تصريحه حول "ضرورة التحدث الى الرئيس السوري بشار الأسد"، حليف طهران الإستراتيجي من أجل إنهاء الحرب التي تتورط فيها ايران بقوة في سوريا، حيث بدا وكأنه يُؤشر إلى مرحلة جديدة من العلاقات مع ايران في إطار صفقة كبرى لا تنتهي بسوريا ولن تتوقف عند حدود ما يجري على الأرض في العراق (حيث يتنامى النفوذ الإيراني ويمتد، بتنسيق مباشر مع واشنطن وغالبا ما يحدث عبر الحكومة العراقية). بدا واضحا أن خامنئي ربما كان يقدم للأمريكيين نصيحة كي يعتمد أوباما على دور ايران فيما يتعلق باستقرار الخليج، وأنه يعرف كيف يستخدم أوراقه خصوصاً وأن بعض التسريبات إلى ما اعتبرته "إخفاق وزارة الخارجية الإيرانية في حل الأزمة البحرينية". من الملفت أيضا أن إيران صرحت مؤخراً بأنها ستلجأ إلى استراتيجية التدخل السريع في الأزمات الإقليمية في المناطق الساخنة، عندما أرسلت مؤخراً فرقة كوماندوز إلى اليمن قامت بتحرير ديبلوماسي ايراني مُحتجز لدى القاعدة منذ حوالي عامين، وهو ما يعني أن طهران لا ترفض التعاون المباشر مع الغرب وخصوصا أمريكا، ربما لتصبح مُجدداً كما كانت في زمن الشاه السابق شرطيّ الخليج، وَإِنْ تدثرت اليوم بعباءة الولي الفقيه! وذلك في ضوء ما نُقل عن تكليف خامنئي لسليماني قائد فيلق القدس بخصوص الأوضاع في البحرين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه