أمضى القحطاني أكثر من 14 عاما في الإعـلام، يتولى حالًيا رئاسة تحرير صحيفة "الرياض بوست" المتخصصة في الشؤون السياسية، وهو أيضا مدير عام شركة ساوث بانك ميديا قروب المتخصصة في إصدار الافلام الوثائقية والمحتوى الإعلامي.
درس القحطاني سنة تحضيرية في القانون والعلاقات الدولية في جامعة "لندن ساوث بانك" وحصل على البكالوريوس في استراتيجية الأعمال الدولية من جامعة "أنجليا ريسكن" في كمبريدج.
حصل على عدد من الدورات الإعلامية من كبريات المؤسسات الإعلامية، وحصل على جائزة أفضل صحافي شاب في 2009 ، وفي 2017 حصل على جائزة أفضل إدارة لمؤسسة إعلامية من قبل ملتقى الإعلام العربي في الكويت.
هنا مقتطفات من حديث أجرته معه مجلة "القافلة" الصادرة عن شركة "أرامكو" ...
• كتابك "هكذا سقط الزعيم" عبارة عن مقالات سياسية. هـل تتوقع أن الجمهور الان يحتاج لمقالات سياسية تصدر في كتاب؟
كانت فكرة الكتاب تدور في مخيلتي منذ سنوات وكانت فـصـولـه مستلة مــن مفكرتي الـخـاصـة الـتـي أدون فيها ملاحظاتي ويومياتي، ومع مرور الوقت أحسست انه قد حان وقـت حفظها في كتاب. وقـد انتابتني حيرة مطولة حول اختيار عنوان الكتاب نظًرا لأن فصوله كلها تلتقي حول محاور الحب والحرب والحرية، لذلك قررت اختيار العنوان القريب من هـذه الفصول، والقريب من الحالة التي كان يعيشها عالمنا العربي وقت صدور الكتاب.
• ما النصيحة التي توجهها للراغبين في دخـول مجال الكتابة، هل هناك وصفة سحرية؟
الكتابة عالم مدهش. حديقة مبهرة. لا أحب النصيحة ولا أحب تقديمها لأحد. لكن عليك أن تستسلم للكتابة إذا أتتك. إنها لحظة لا يمكن أن تخطط لها. حتى الأن لا اعرف كيف بدأت ولماذا. إنه انسياق قدري للجمال والحب والأغنيات. أكتب كي أشعر بالسعادة، وأتجاوز العطش. قبل الكتابة كنت نهًرا على هيئة ظمأ، وحين كتبت شعرت بولادة جديدة مع كل حـرف. لا اعرف وصفة سحرية لأن السحر ينبع من الإنسان. القراءة والتجارب والحياة هي المَعين لكتابة تدوم وتؤثر.
• كيف يمكن لنا أن نخلق بيئة تعشق الــقــراءة فـي ظل هيمنة وسائل التواصل الإجتماعي؟
القراءة تنبع من المحيط الإجتماعي والمدرسة بالتأكيد.
لولا مكتبة الفصل في مدرستي الابتدائية لما أولعت بالقراءة والبحث. كانت المدرسة هي المنطلق. من هناك تستطيع صنع جيٍل واٍع، فهي اللبنة الأولى.
كانت مكتبة الفصل أولى الـدهـشـات. خـزانـة خشبية بسيطة فـي ركــن الفصل فيها مجموعة من قصص الاطفال التي كنا نستعيرها. وحين انتهيت من كل الكتب، تنبهُت إلى مكتبة المدرسة، وكانت الدهشة مضاعفة، فقد كان هناك عالم لا يحده حد.
وكانت اللحظة التي تمردت فيها على قصص الأطفال حين نظر ُت إلى الرف الأعلى ووجدت ديوان المتنبي. بجهدٍ صعدت إليه وحملته، وحين توجهت إلى مدير المكتبة، وكـان شخصية فاضلة وقورة يرتدي نظارة ثقيلة، رفض ذلك محذرا إياي في ذاك العمر من صعوبته.
لقد احبط أول محاولة تمرد في حياتي. لكنني عدت إلى المتنبي بعدها بسنوات ولم أنته منه حتى الان.
• تكتب المقال وتـصـدر الكتب وتكتب الأشـعـار، فـأي من هذه تشعر بأنها الأقرب لك؟
- أرى أن الكتابة هي الكتابة فرق. أحب الشعر. الكتابة لا تعطيك الخيار. إنها تنهمر هكذا دون أن تدري كيف. أتوجه إلى الورقة وأنا لا أعرف إلى أين سأصل. إلى أين ستنتهي هذه المغامرة؟ لا أعـرف. كل مافي الأمـر هو أنني أتوجه مستسلًما ومنقاًدا وأكتب. لا أحـب سـوى أن أكتب وأكتب وأكتب. هذه هي عادتي اليومية. وغير المنشور عندي أكثر من المنشور.
إنني أخـاف كثيًرا من ظهور كلماتي قبل أن اطمئن عليها. لدي كثير من الكتب والمقا ت والقصائد المؤجلة حتى إشعار آخر.
حتى تحين اللحظة.
حتى تظهر الشمس.