فقدت قطر ثقلها ونفوذها الاقليمي بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، بفعل تنامي الدور السعودي والمصري في المنطقة.
صحيفة The Brief اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه ان نفوذ قطر الاقليمي تضاءل بصفة ملحوظة خلال الأشهر الماضية، في عدد من الملفات العربية كالأزمة السورية والمفاوضات الفلسطينية وكذلك في لبنان.
ويشير التقرير أن دور قطر ونفوذها في غزة إنحسر بشكل كبير، بعد أن سحبت مصر دور الوساطة بين حركتي فتح وحماس من الدوحة. ويتضح ذلك من إستضافة القاهرة للمفاوضات بين الحركتين في الأسابيع الماضية ، بعد أن كانت الدوحة تلعب دورا محوريا في المفاوضات الفلسطينية الفلسطينية.
وقد نجحت مصر مدفوعة بدعم اماراتي في قيادة المفاوضات الى تحقيق تقدم كبير، بعد محادثات شهر أيار / مايو، بين محمد دحلان، رئيس الأمن السابق في غزة، وزعيم حماس المنتخب حديثا في غزة، يحيى سنوار، الذي أبدى استقلالية أكبر من القطريين من إسماعيل هنية و خالد مشعل.
وفي سوريا، وبعد أن كان دور قطر محوريا في بداية الأزمة، فيظهر إنحسار الدور القطري جليا في غياب أي دور لها في مفاوضات أستانا، التي أنتجت اتفاقية "مناطق النزاع" الآن، وسط تنامي كبير للدور السعودي في توحيد فصائل المعارضة السورية، وهو ما سحب البساط من قطر في سوريا.
تراجع الدور القطري يظهر كذلك في لبنان فبعد أن كانت الدوح وسيطا مؤثرا، في الصراع اللبناني، حيث ساهمت في عام 2008 إلى اتفاق شهير أنهى حربا أهلية مصغرة في شوارع بيروت. و في ذلك الوقت، ظهرت لوحات إعلانية في جميع أنحاء لبنان مزخرفة بعبارة "شكرا قطر".
لكن سرعان ما تم إستبدال هذه الاعلانات بصور الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، بعد أن اصبح الدور السعودي محوريا في لبنان، بعد زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون للسعودية واستضافة الرياض مؤخرا لوليد حنبلاط.
كما يظهر تنامي الدور السعودي في لبنان من خلال دور المملكة في إنهاء الفراغ السياسي الذي دام أشهرا، حيث نجحت الرياض في قيادة الفرقاء اللبنانيين إلى تجاوز الخلافات و إنتخاب عون رئيسا للبنان.