كثيرون يجهلون وقد لا يصدقون العلاقة المشبوهة بين جماعة الإخوان و"الماسونية" أو من يُسمون أنفسهم "البناؤون الأحرار"، هذه المنظمة الغامضة التي يرجع نسبتها في أكثر الأقوال إلى "حيرام" المهندس والمعماري اليهودي الذي أشرف على بناء هيكل سليمان، وهناك من ينسبهم إلى فرسان الهيكل الذين شاركوا في الحروب الصليبية، وقول آخر إلى هندسة العجائب السبعة، لكن يبقى هذا الهيكل الأسطوري حجر زاوية لكل منظومتهم الفكرية الصهيونية، معتمدين فيها على وصايا العهد القديم كدستور والتي جددها الكاهن اليهودي "جيمس أندرسون" عام 1723و يعملون بها إلى اليوم، جاعلا تاريخها يبدأ من عهد آدام ونوح وإبراهيم وموسى وسليمان حتى الملك جيمس الأول، وأن الماسونية تشكلت مع اليهود الذين هاجروا مع موسى، فيما لا تتعارض وصايا "جيمس " مع وصايا العهد القديم بل تمنحها توسعا وانتشار عالميا، وأيا كان غموض هذه المنظمة التي تقدم نفسها عبر شعارات برّاقة فهي تهدف إلى تذويب الأديان وإلغاء خصوصيتها بما يؤدي تذميرها؛ كي تسمح بتسيد وسيطرة اليهود على النظام العالمي وهو ما يتفق مع بروتكولات حكماء صهيون !.
والسؤال هنا : ما علاقة جماعة "الإخوان " بهذه المنظمة المشبوهة؟
ليس هناك من شك بأن "جماعة الإخوان" وليدة المنظمة الأخوية العالمية الغامضة التي أسستها الصهيونية العالمية تحت شعارات جذابة هي بمثابة السُم في العسل، والحكاية تبدأ من "المحفل الماسوني" بمصر الذي أدخله نابليون واستمر خلال العهد العثماني والاستعمار الإنجليزي، وكان ضمن من ترأسوا هذا المحفل خلال الاستعمار الإنجليزي المفكر المزعوم "جمال الدين الأفغاني" الإيراني الأصل الشيعي المذهب؛ وهو الأب الروحي والمُلهم لجماعة الإخوان المسلمين؛ وقد تتلمذ على فكره تلميذه "حسن البنا" مؤسس الجماعة .
ومن لا يعرف الأفغاني! فحين يقرأ سيرته جيدا سيجده عضوا بارزا في الماسونية، تحيطه الشبهات في التعاون مع الاستخبارات الإنجليزية؛ فهو يستنهض المصريين ضد استعمارهم، وفي ذات الوقت يجوب أراضي الإنجليز دون أن يتعرض لأذى أو يُمنع، لاستخدامه في ضرب أنظمة الحكم آن ذاك؛ بل كانوا يُسهلون له السفر لأي وجهة، كالهند وهي مستعمرة بريطانية آن ذاك وروسيا وتركيا وإيران وألمانيا وفرنسا ومصر! واهتمامه بالماسونية لم يتوقف عند عضويته، فقد يقول القائل أن الماسونية قبل مائة عام لم يكن الكثير يعرف أهدافها المشبوهة وربما خُدع الأفغاني بها؛ لكن ماذا عن رئاسته للمحفل الماسوني في مصر؟! هذا يعني أنه وصل إلى مرتبة عُليا تقربه من أسرارها، لأنها لن تهب مرتبة كهذه لشخص ليس مقربا منها ومخلصا لها!
وقد يقول قائل: لقد انفصل الأفغاني عنهم بعد ذلك مؤسسا محفلا خاصا به؛ لكن هذا الانفصال لم يكن رفضا لأفكارها؛ بل لأنها ليست لديها اهتماماته السياسية وربما ذلك لإبعاد الشبهة عنها في أن يكون لها أهدافا سياسية من الأساس، وقد انتمى للمحفل الماسوني حين ترأسه عدد من تلاميذه! وما لبث أن استلهم تلميذه حسن البنا فكرة تأسيس الجماعة، ولا أريد التحدث هنا عن الشبهات التي تحيط حسن البنا نفسه والأقوال المختلفة التي تشير أنه ينتسب لعائلة يهودية الأصل من المغرب، وأن أسرته هاجرت إلى مصر واستوطنت، وأن لقبه ليس البنّا بل تمت إضافته نسبة إلى "البنائين الأحرار" وسأترك كل ذلك، وأشير إلى أن تأسيس فكرة الجماعة تحت شعار ديني يداعب العواطف "الإخوان المسلمين" كان مستوحيا من ماسونية استاذه ومحفله؛ إذ لا يختلف في الجماعة البناء التنظيمي عن البناء التنظيمي الماسوني والقائم على الأخوية المتطلبة التضحية وتجنيد كل أخ فيها لنصرة أخيه وتمكينه أينما كان وبأي دولة؛ هذا بجانب الموقف ذاته من الأخوات أي النساء والتشابه بين الاثنين في التعامل معهن.
ويؤكد المحامي المصري ثروت الخرباوي الذي انشق عن جماعة الإخوان تطابق هيكلية المراتب بين "الإخوان" والمنظمة الماسونية، والأهم من ذلك أن جماعة الإخوان لا يعترفون بالوطن ولا الوطنية تحت شعار الأمة؛ وهذه بحد ذاتها تتطابق مع أهداف الماسونية التي تسعى لهندسة حكومة عالمية واحدة؛ تُدار بأيدي الصهيونية العالمية والمبادئ اليهودية !
هكذا إذا تأسست جماعة الإخوان من فكر الماسونية؛ ولم يكن أمرا مستحيلا أن يكون أعضاءها أيضا من الماسونيين، كالقاضي المصري حسن الهضيبي ثاني مرشد للإخوان بعد حسن البنا وهو أمر ذكره الشيخ محمد الغزالي الذي كان ممن انشقوا عن الجماعة.
أما سيد قطب أهم عضو ومُنظر للإخوان، فمقاله الذي يُسطر اعترافه "لماذا صرتُ ماسونيا " منشور في صحيفة التاج المصري في 23 إبريل 1943م، وأفكاره المتطرفة هي ما تعتمد عليه القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية !
وتستغرب كيف برجل يؤمن بمبدأ الإخاء والمساواة والحريّة شعارات الماسونية التي انتسب لها يتحول في يوم وليلة إلى مُنظر يبيح القتل والخراب باسم الدين ! إلا إذا كان يتم استخدامه ضد الدين نفسه!!
لقد فطنت الماسونية أن الإسلام بقيمه السمحة لا يُمكن تفتيته من الداخل إلا باستخدام اسمه لإعلاء التطرف الديني التكفيري؛ واتباع سياسة "فرق .. تسد"! التي شربتها جماعة الإخوان جيدا واعتمدتها في تلونها السياسي، ولا مانع لديهم أبدا من التضحية بالمسلمين لأجل مصالح شخصية سلطوية لمن يديرون هذه الجماعة مستغلة عواطف الناس وحبهم للإسلام !
وما هذه الثورات العربية التي انطلقت في 2011 وتم الترويج لها في الإعلام الغربي عبر دعاية مجانية تحت مسمى "الربيع العربي" إلا صنيعة الاستخبارات الصهيونية التي وجدت في الشريفة "إيران" وابنتها "قطر" ضالتها بالمنطقة كشركاء لاتفاق المصالح، فإيران تحلم بالزعامة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط فيما قطر لديها عقدة التقزم الجغرافي وكلا الأمرين يتفق مع مصالح إسرائيل، هكذا كانا في الواجهة لدعم الثورات العربية وخلفهما تختبئ الصهيونية، متبعين سياسة "فرق ..تسد" باستنهاض الطائفية والعرقية والمناطقية، حتى ينتهي الأمر إلى خارطة الشرق الأوسط الجديد؛ مجموعة دويلات مُفتتة مُنهكة فقيرة ومتصارعة فيما بينها، وكونها دويلات طائفية فهي تمنح لإسرائيل اليهودية شرعية كاملة كدولة دينية في الشرق الأوسط؛ فيما يُتوج الإخوان بالحكم واستعباد الناس تحت مظلة ولاية المرشد بنظام "ديموقرادينية" على موال ولاية الفقيه في "الشريفة" إيران !
لقد كانت الخطط تسير إلى هذا الاتجاه لولا ثورة 30 يونيو 2013 في مصر، إذ لم يتبقَ بعد بغداد ودمشق سوى انهيار القاهرة في المنطقة؛ لتتحقق وصية أول رئيس وزراء إسرائيلي دافيد بن غوريون حين قال " قوة إسرائيل لا تكمن في قنبلتها الذرية ولا ترسانة أسلحتها الجبارة بل في تفتيت ثلاث دول حولنا، العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة "
ورغم أن أمريكا وعدد من الدول الغربية كانوا ضد الثورة المصرية الثانية التي نهضت أيضا بإرادة الشعب المصري حين خرج إلى الشوارع رافضا ما يفعله الإخوان في مصر فترة الرئيس المعزول لكنها نجحت بوقوف ودعم الدولتين السعودية والإمارات مع الشعب المصري ليواجه الرفض الأمريكي، وإفشال الخطط في تقسيم مصر! ولو عدنا للذاكرة قليلا ونتساءل:هل كان متخيلا لنا يأتي يوما ونسمع عن شيعة أو سنة أو تنديد بالصوفية في مصر ! لكننا سمعنا ذلك في عهد مرسي !!
وعن بناء حُسينيات، بل ودخل أحمدي نجاد الرئيس الإيراني دخول الفاتحين المنتصرين إلى الأزهر الشريف وكأنه استعاذ إرث الدولة الفاطمية مع أنها كانت اسماعيلية وليست جعفرية، ثم علّت العصبيات الطائفية والمناطقية ببلد آمن هي مصر! هذا الأمر حصل خلال حكم مرسي القصير، والذي كان ينوي عقد صفقة للإخوان في غزة ببيع سيناء لإسرائيل، ولما لا ؟! فالإخوان أساسا لا يؤمنون بحدود الوطن ولا المواطنة؛ والنتيجة اتساع اسرائيل تحت مظلة دولتين؛ وتضيع أرض المصريين التي دفعوا مقابل استرجاعها دماء شهداء أبطال؛ ولم يكن ذلك إلا تمهيدا لتقسيم مصر إلى دويلات ضعيفة يأكلها الفقر تجاور إسرائيل القوية الغنية المتطورة!
كل هذا ليحقق "الإخوان" لأنفسهم وابنائهم امتيازات السلطة واستعباد الناس ممن يحرضونهم على الثورات باسم الحريّة، بينما يقدمونهم حطبا لنار الاحتراب تحت شعارات برّاقة "الحريّة، الإخاء، المساواة" ذات شعارات "الماسونية" التي جندت "الجماعة" لتفتيت العالم العربي المسلم وضرب الإسلام بأبنائه!
هؤلاء باختصار هم "جماعة الإخوان "!
كم انت باهره ماهره اسره عاهره يانظرية المؤامره