خلال القرنين الماضيين عند نشوء جغرافيات الحدود بين الدول المستقلة اعتمدت مراكز القوى على قواعد تكوين النفوذ "السياسي والاقتصادي والعسكري" وتزعمت الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي (سابقاً) روسيا الاتحادية حديثاَ هذه المراكز وظهرت الندية بينهما كقطبين متناظرين في عسكرة الجيوش وسباق التسلح النووي وتطوير منظومات الأسلحة والتقدم الصناعي و الاكتشافات التكنولوجية وغزو الفضاء مما جعل منهما قوتان لا يستهان بهما.
وفي السبعينات الماضية عندما انتهت الحرب الباردة اتفق القطبان على إعادة صياغة السياسات مفهوم مراكز القوى العالمية وذلك بإعادة بناء السلام في العالم والمحافظة على الاستقرار الدولي من الازمات والكوارث الي تخلقها الحروب .
ومنذ بداية الالفية الميلادية لم تعد تقتصر مراكز القوى على الولايات المتحدة والاتحاد الروسي فقط ، انما بدأت تظهر وتتشكل قوى عالمية جديدة تناسب مع هذا العصر وتتماشى مع مفهوم القوة وتتوزع انماطها على خارطة بلدان العالم من اهمها تشكيل مجموعة العشرين التي تأسست كتكتل اقتصادي عام 1999م نظراً لما تملكه هذه الدول من قوة تتمثل في 90% من اقتصاد العالم وتتحكم بثلثي التجارة ونصف عدد السكان الكرة الأرضية ودخلت السعودية الممثل الوحيد في المجموعة نظراً الى ما تملكه السعودية من معايير الدولة العظمي القادرة على صياغة السياسية الدولية وإدارة الثقل اقتصادي وتحديث المنظومات العسكرية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز تصدرت السعودية المشهد العالمي وحصلت مالم تحصل عليه أي دولة في العالم في توقيع أهم اتفاقيات الدفاع العسكرية ، حيث حرص ولي العهد صاحب السمو الملكي الأميرمحمد بن سلمان وزير الدفاع ومهندس الاتفاقيات على إعادة بناء ترسانته منظومات القوات المسلحة السعودية بما يتناسب مع اهمية السعودية كدولة تنافس على مراكز القوى العالمية .
ووقعت السعودية مع الولايات المتحدة الامريكية اتفاقيات عسكرية بقيمة 110 مليار دولار لتطوير القوات المسلحة السعودية والقيام بدور أكبر في عملياتها الدفاعية العسكرية وتشمل خمس نطاقات أمنية ومنها أمن الحدود، ومكافحة الإرهاب والأمن البحري والساحلي، وتحديث القوات الجوية والدفاع الجوي والصاروخي، وتحديث أمن الاتصالات التي تعمل على المدى الطويل.
كما وقعت السعودية مع فرنسا صفقات عسكرية بقيمة 12 مليارات دولار وتضمنت الصفقات طائرات إيرباص وطائرات العمودية تعمل في خدمات الطوارئ وسفن دوريات بحرية والدوريات على الحدود.
كما عقدت السعودية وكندا على اتفاقية عسكرية تبلغ قيمتها 15 مليار دولار وتشمل عربات مدرعة خفيفة بالإضافة إلى قطع غيار ومنظومات الأسلحة المرتبطة بها وسيتم تجهيز تلك المدرعات بالأسلحة الرشاشة والأسلحة المضادة للدبابات لإمدادها بسيارات مصفحة خفيفة .
و اثناء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا الاتحادية تم عقد عدد من الاتفاقيات العسكرية وذلك لشراء دبابات وراجمات صواريخ وأنظمة دفاع جوي متقدمة وذخائر أسلحة خفيفة ومنظومات صاروخية ومدفعية ومروحيات.بالإضافة إلى تطوير قطاع الصناعات العسكرية بالكامل والعمل على الاستدامة.
وبعد هذه الاتفاقيات وفي اقل من 24 ساعة اعلنت الولايات المتحدة الامريكية موافقتها على بيع السعودية منصة( ثاد ) لإطلاق الصواريخ مع جراراتها الخاصة وهي منظومة الدفاع الجوي متقدمة جداً وقابلة للنقل والنشر بسرعة، وتعتمد على صواريخ أرض جو قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي. وبهذا نرى أن السعودية قد دخلت في نطاق القوى العالمية في منظوماتها الدفاعية الحديثة .
كما أسست السعودية نمطاً دفاعياً جديداً يضاف إلى انجازاتها العسكرية وهو عقد (التحالفات العسكرية) وإيجاد تحالف عسكري اسلامي يظم( 41 دولة) مسلمة وهو اكبر تحالف عسكري تم تأسيسه في القرن الواحد والعشرين بتنظيم غير مسبوق يضم هذا العدد من الدول تحت مظلة غرفة عمليات مشتركة مقرها الرياض تعمل جنباً إلى جنب لحماية المقدسات الاسلامية ومحاربة الفكر المتطرف كما يرتكز مجهود التحالف على قيم الشرعية والاستقلالية والتنسيق والمشاركة المتوافقة مع الأنظمة والأعراف لهذه الدول من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكريه.
السعودية اليوم توثق بثبات المشهد التاريخي الذي رسمته لنفسها لتكون دولة عظمى و احدى مراكز القوى العالمية بثقة واستعداد.