"نيوم"..المستقبل يصنع في صحراء السعودية

هناك في شبه جزيرة رملية في شمال غرب المملكة العربية السعودية، حيث الانقطاع الوحيد لأميال الصحراء هو حطام طائرة مائية "كاتالينا"، التي هجرها الطيار الأمريكي في عام 1960، يسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبناء مدينة المستقبل "نيوم".

 وكالة بلومبرغ أوردت في هذ السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت أن هذه المدينة ستكون أكبر من دبي و تسكنها الروبوتات أكثر من البشر. 

ويصور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان  المشروع على أنه "قفزة حضارية للبشرية" خارج القيود السعودية التقليدية ومركز عالمي للأعمال مع الصناعات التحويلية المتقدمة والتكنولوجيا الحيوية والإعلام وشركات الطيران. 

ويضيف ولي العهد" نريد أن يكون الروبوت الرئيسي وأول روبوت في نيوم منتجا في هذه المدينة ..نريده أن يكون الروبوت رقم واحد ..كل شيء سيكون له صلة بالذكاء الاصطناعي."

من جهته يؤكد جيمس دورسي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة ان المدينة "تشكل محاولة لخلق منطقة اقتصادية اكثر كفاءة وتبسيطا من الاقتصاد العام الذي سيستغرق وقتا طويلا في الاصلاح".

  و مع ذلك، فإن المدينة "نيوم" لن تتنافس مع دبي، بل ستكملها وأجزاء أخرى من الخليج، وفقا للأمير محمد بن سلمان الذي أكد  أن نيوم  ستخلق "طلبا جديدا، وليس الطلب نفسه من دبي..بل أن هذه المدينة ستساعد دبي، وكذلك  البحرين، و خصوصا الكويت "التي يمكن ان تصدر الى اوروبا اسرع وأرخص من أي وقت مضى."

هذا وتقع مدينة "نيوم"، المشتقة من كلمتي " الجديد" و "المستقبل"، في منطقة تعرف باسم رأس الشيخ حميد، وهي شبه جزيرة على بعد حوالي 31 ميلا (50 كيلومترا) من مياه البحر الأحمر ، وقد تم تخصيص حوالي 10 آلاف ميل مربع (25،900 كيلومتر مربع) لتنمية المنطقة الحضرية التي ستمتد إلى الأردن ومصر.

 وقد تم اختيار المنطقة بسبب "موقعها الاستراتيجي" وقربها من طرق الشحن الدولية، كما تستفيد المدينة من جزيرتي تيران وصنافير التي وقعت مصر هذا العام على إتفاق إعادتهما للسعودية.

وفي هذا السياق يؤكد الأمير محمد بن سلمان أن  خليج نيوم سيبدو كمركز عملياتي للمدينة و "سيكون مثل هامبتونز فى نيويورك فى وقت لاحق"، مضيفا "ليس من واجب نيوم خلق فرص عمل للسعوديين..واجب نيوم هو أن تكون مركزا عالميا للجميع من كل أنحاء العالم  ".