مرت زيارة إيمانيول ماكرون المفاجأة والخاطفة إلى السعودية مرور الكرام، في سياق الأحداث المتسارعة في المنطقة، غير أنها شهدت صفعات سعودية ودروسا للإعتبار للرئيس الفرنسي.
موقع Voltaire أورد في هذا السياق تقريرا للكاتب الفرنسي تيري ميسان ترجمته عنه الرياض بوست، أكد فيه المحلل السياسي و مؤسس موقع Voltaire أن الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون تلقى صفعان قوية في السعودية، كانت أشبه بالإهانة.
وأوضح الكاتب الفرنسي أن شكل زيارة ماكرون ومضمونها ونتائجها تؤكد ذلك، ففي الوقت الذي كان فيه ساكن الإلزييه يبحث عن إستعادة الدور الفرنسي في الشرق الأوسط، إكتشف لدى وصوله المملكة أن فرنسا أصبحت غريبة في الشرق الأوسط.
ويشير الكاتب أن ماكرون كان يخطط من خلاله زيارته الخاطفة للسعودية لإنهاء الأزمة اللبنانية من خلال لقاء رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في السعودية وإعادته إلى لبنان، غير أنه لم يتمكن من إعادة الحريري إلى بيروت ولا حتى لقائه.
ورغم أن ماكرون كان يبحث في السعودية عن إستعادة الدور الفرنسي في الشرق الأوسط من بوابة لبنان، المستعمرة الفرنسية السابقة، إلا أنه تأكد وفق الكاتب الفرنسي أن تأثير باريس الكبير في المنطقة أصبح من الماضي.
هذا وكشف ميسان أن إقتصار ماكرون على لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فقط، دون لقاء الملك سلمان صفعة، أخرى أرادت السعودية توجيهها للرئيس الفرنسي الشاب الذي يبدو بأن خبرته السياسية لم تعلمه أن قادة المملكة لا يتوانون على تأديب كل من يقلل من إحترام السعودية.
ويشير الكاتب أن السعودية و الإمارات تلقت بكل غضب تصريحات الرئيس الفرنسي"الذي أثبت بأنه لايعرف شيئا عن منطقة الشرق الأوسط وطبيعتها "، حول الأزمة السورية وإعترافه ببشار الأسد و الموافقة على بقاءه كجزء من المعادلة الدبلوماسية لإنهاء الحرب في سوريا وهو موقف تعارضه بشدة الرياض و أبوظبي.
ويضيف الكاتب الفرنسي أن السعودية ردت الصاع صاعين لماكرون، حيث يتذكر السعوديون جيدا كلمات المرشح ماكرون ضدهم في حملة الانتخابية و تقاربه مع قطر، الراعي الحالي لجماعة الإخوان المسلمين. لذلك كانت الرسالة السعودية لماكرون واضحة وفق التقرير" إبقى بعيد، و لا تتدخل لا في شؤون الخليج، ولا في شؤون السعودية و نزاعاتها الاقليمية مع إيران وخاصة سياستها تجاه لبنان. "