نبأ زيارة الرئيس القبرصي الذي نشرته صحيفة "الرياض بوست" لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ذلك أن العلاقات مع قبرص دوما تحكمها محاولات عدم إغضاب الحليف التركي.
بيد أن هذه الزيارة التاريخية المتوقع أن تكون في أوائل شهر يناير تشكل تحولا تاريخيا في العلاقات بين البلدين، ولا يمكن فصلها عن التطورات التي تحدث في المنطقة.
وتشهد العلاقات السعودية التركية أزمة صامتة بسبب تصريحات أردوغان وأفعاله، حيث راقب المتابعون تلك الزيارة الكبيرة التي قام بها الرئيس التركي إلى السودان.
وكان من الملاحظات التي لاحظها الملاحظون حرص الرئيس الضيف ومضيفه على الربط بين الجزيرة القريبة من السعودية وأماكنها المقدسة، وبين استعادة تركيا بدورها في البحر الاحمر.
وهذا ما يجعل من العلاقات السعودية القبرصية أمرا مفيدا لكبح طموحات تركيا في المنطقة.
يأتي ذلك بعد نحو شهر من تحميل الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، تركيا عرقلة حل الأزمة القبرصية، حيث أكد عقب القمة الثلاثية مع الرئيس المصري ورئيس وزراء اليونان، أن أنقرة تسعى لوضع العراقيل أمام حل الأزمة القبرصية من خاال الاصرار على وضع وحدات عسكرية في قبرص و هو سبب فشل كل المباحثات.
وتعود جذور الأزمة التركية القبرصية إلى إقدام القوات التركية على غزو الجزيرة في العشرين من تموز / يوليو 1974 متذرعة بمسؤوليتها المنصوص عليها في اتفاقيتي لندن وزوريخ (1959-1960).
و احتلت القوات التركية 37 في المئة من مساحة شمالي قبرص وطردت سكانها اليونانيين منها، ليبقى الاحتلال التركي لشمالي قبرص عقبة وأزمة تواصلت إلى يومنا هذا.
فيما شهدت العلاقات السعودية القبرصية تحسنا كبيرا في السنوات الماضية وهو ما أكده وزير الخارجية القبرصي إيوانيس كاسوليديس نهاية العام الماضي حين أعرب عن أمله في أن يرفرف العلم السعودي فوق أراضي بلاده قريبا بافتتاح سفارة سعودية في نيقوسيا.
كما أعرب كاسوليديس عن أمله في إفتتاح سفارة مماثلة لبلاده في العاصمة الرياض، مشيرا أن "الأمر الذي تأخر رغم التبادل الدبلوماسي بين البلدين منذ سنوات طويلة."