أشاد الفنانون والمثقفون السعوديين بإنفتاح السعودية على الثقافة، وهو ما من شأنه أن يكون وفقهم دفعة قوية لتحريك المشهد الثقافي و تجاوز القيود الاجتماعية في المملكة.
صحيفة واشنطن بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكدت فيه أن التغييرات والاصلاحات في السعودية شملت كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية، حيث أصبحت المملكة في الأشهر الماضية وجهة فنية وثقافية عالمية عبر عشرات الحفلات الفنية والموسيقية التي أحياها نجوم الفن العالميمن بينهم عازف البيانو اليوناني "ياني" بالاضافة إلى مهرجانات للفن الهزلي و معارض الكتاب.
كما من المقرر ان تفتح قريبا دور السينما التى تم حظرها منذ عقود.
ويشكل كسر الجليد والقيود على الحياة الثقافية في المملكة جزءا من خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتخفيف القيود الاجتماعية.
وفي ذات الصدد يشير التقرير أن موجة الاصلاحات والتغييرات جعلت جيل الشباب السعودي يشعر بسعادة غامرة حيث خلصتهم هذه الإصلاحات من عناء التنقل والسفر للخارج من أجل حضور الحفلات موسيقية وعرض الأفلام.
هذا ومن المنتظر أن تعطي هذه الإجراءات والاصلاحات دفعة قوية للمشهد الثقافي في المملكة و مجالا اوسع للفنانيين لتجاوز العقبات البيروقراطية والحدود الاجتماعية المحافظة في المملكة.
وفي هذا السياق يشير بيث دردريان، وهو مرشح دكتوراه في الأنثروبولوجيا في جامعة نورث وسترن أن القيادة السعودية تعتبر إنفتاحها على الفنون درسا في صناعة الصورة و الاستئناس بتجربة حليفتها وجارتها الامارات العربية المتحدة التي إعتمدت منذ وقت طويل المشهد الثقافي الداخلي "أداة قوية للقوة الناعمة والدبلوماسية" .
من جهتها أكدت ندى المجدادي، وهي مخرجة سعودية،ر أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا بالنسبة للجمهور السعودي لاحتضان المحتوى المحلي مشيرة "انهم لم يعتادوا على مشاهدة القصص عن انفسهم.. غير أن تشجيع الحكومة - أو على الأقل تأييدها للأحداث الثقافية سيضمن ذلك."
كما يشير محمد حافظ، المؤسس المشارك ل "أثر"، وهو معرض معاصر افتتح في عام 2009، بأن الحركة الثقافية والاصلاحات " نعمة "، مشيرا إلى أن المسؤولين يقتربون من الفنون على انها "نظام بيئي شامل" للمسارح والمتاحف وغيرها من الاماكن التي من شأنها تعزيز تعليم الفنون احتضان الفن في المجتمع ككل.
ومن أكثر المشاريع طموحا، وهو مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية، فيما أطلقت مؤخرا مسابقة لتشجيع الفنانين السعوديين المعاصرين، حيث أوضح حافظ إن الحكومة تتشاور مع الفنانين المحليين في الوقت الذي تتحرك فيه إلى الأمام - ومن بينهم أحمد مطر، أحد أشهر الفنانين المعاصرين في المملكة العربية السعودية، والذي يتم عرض أعماله، بما في ذلك الصور والفيديوهات والمنشآت الكبيرة،في متحف بروكلين.
ومن جهته أشاد خالد نادرشاه، وهو مخرج يبلغ من العمر 26 عاما، بالخطط الرامية إلى فتح دور السينما ودعم صناع الأفلام مؤكدا بأنها خطوات مشجعة أولى، فيما أكدت إيمان الدباغ" أن الناس بحاجة الى ان ترى ان هناك شيئا مثل الافلام السعودية وان هذه الصناعة حقيقية".
وأوضح نادرشاه إن هناك دلائل على أن المواقف تجاه الفنانين تتغير مع كسر الحواجز البيروقراطية، إذ أن تصريحا لتصوير الأفلام في شوارع مدينة جدة لم تستغرق إلا أسبوعا من الزمن.