في " قصر ذهبي"..السعودية تجري عملية "إستئصال" الفساد

 لا يبدو أن فندق ريتز كارلتون في الرياض اليوم، وكأنه مركز إيقاف لأكبر حملة مكافحة فساد في السعودية، في الوقت تؤكد فيه عدد من المصادر أن حرب السعودية على الفساد دخلت مرحلتها الأخيرة.

وكالة بلومبرغ اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن فندق الريتز كارلتون الذهبي يبدو أبعد ما يكون اليوم عن مركز مؤقت لايقاف عشرات رجال الأعمال والوزراء والأمراء، في إطار حملة مكافحة الفساد السعودية.

 ويضيف التقرير "لا يوجد حراس مسلحون مرئيون.. لا يمكنك سوى رؤية سيارة شرطة واحدة فقط خارج الفندق ..و على الأريكة بالقرب من مكتب الاستقبال، يظهر النائب العام السعودي الشيخ سعود المعجب، ليعلن الافراج عن  90 موقفا بعد التوصل الى صفقات تسوية مع الحكومة،" أما الذين يرفضون التوصل إلى اتفاق تسوية فسيتم إحالتهم إلى المدعي العام.

 ويضيف  المعجب "كان الأمر الملكي واضحا..من عبر منهم عن ندمه و وافق على التسوية، أسقطت كل الاجراءات الجنائية ضده".

  وتتوقع الحكومة مغادرة الموقوفين لفندق الخمس نجوم بحلول نهاية يناير / كانون الثاني. كما يصف المسؤولون السعوديون الحملة بأنها "نجاح باهر"، حيث يتوقعون أن تثمر إستعادة أكثر من 100 مليار دولار من أموال الدولة. 

 و منذ إطلاقها في الرابع من نوفمبر الماضي إستأثرت حملة مكافحة الفساد التي يشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإهتمام الخبراء الماليين والاقتصاديين والمستثمرين  والأسواق المالية والعواصم العالمية حيث سعى المصرفيون والمحللون والدبلوماسيون إلى تقييم أثرها على أكبر اقتصاد عربي.  

من جهته يعتقد  موريتز كريمر، مسؤول التصنيف العالمي في تصنيفات  غلوبال راتينغس،  ان التحقيق "يمكن ان يكون خطوة فى الاتجاه الصحيح"، في الوقت الذي يؤكد فيه  مسؤولون سعوديون ان الامير محمد بن سلمان يسعى معالجة الكسب غير المشروع و تنشيط الاقتصاد بفطامه عن النفط.

وفي ذات السياق يشير النائب العام السعودي"لقد بلغ الفساد أبعادا وبائية..كان الأمر كما لو أن الأمة استيقظت وأدركت أن هناك أخبارا جيدة وأخبارا سيئة، الأخبار السيئة هي أنك مصابا بالسرطان، والخبر السار هو أنه قابل للعلاج، ولكن علينا أن نخوض الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاع والبتر ".

 وينفي المعجب انتهاك حقوق المشتبه بهم، مؤكدا أن لجنة مكافحة الفساد تريد استنفاد جميع الخيارات التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية قبل إحالة أي شخص إلى الملاحقة القضائية. ومع ذلك، فإن الرسالة واضحة "نحن في عهد جديد"، يقول المجيب"الحملة ضد الفساد لن تتوقف".