لم تعد دبي إمارة دبي مجرد قبلة عالمية للمال والأعمال والسياحة فقط، فالإمارة التي تضاهي كلا من نيويورك وباريس من حيث تعدد الجنسيات المقيمين بها، صارت نمطا للعواصم الإدارية الناشئة. فقد وقعت مصر، اليوم منتصف الشهر الجاري مع الإمارات العربية المتحدة عقد إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة. وجاء التوقيع ضمن فعاليات مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في مدينة شرم الشيخ، وبحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد. وتخطط مصر لبناء عاصمة إدارية جديدة شرقي القاهرة، في غضون خمس إلى سبع سنوات، بتكلفة 45 مليار دولار. لكن الذوق الإماراتي لا يتوقف عند الحدود العربية، إذ تريد حكومة صربيا تحويل مركز بلغراد إلى حي فخم وفقا للذوق الإماراتي. وتقوم بهذه العملية شركة إماراتية، تولى التوسط في إجراء المفاوضت بهذا الشأن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان. وفي مصر كما صربيا، جرى ترسية المشروع على الشركة الإماراتية بدون إجراء مناقصة كما هو معتاد في المشاريع الحكومية الأخرى. وقد أثار ذلك احتجاج كل من المواطين والخبراء. خصوصا وأن عملية تغيير العاصمة في مصر يستلزم استفتاءا شعبيا لتغيير الدستور الذي ينص على أن القاهرة هي عاصمة الدولة. ويسعى نشطاء صربيون من أجل إجراء استفتاء شعبي، رغم أنه سيكون رمزياً فقط، فبموجب الدستور الصربي لا يمكن أن يؤدي استفتاء شعبي إلى الانسحاب من اتفاقيات دولية. وتعتبر إمارة دبي ثاني أكبر إمارة في الاتحاد بعد إمارة أبوظبي، وتتميز إمارة دبي بأن دخلها الاقتصادي لا يعتمد على الإيرادات النفطية بشكل أساسي على عكس باقي دول الخليج العربي حيث يعتمد أقتصاد دبي على التجارة والعقارات والخدمات المالية وأيضا على السياحة. وبحسب تقرير نشرته شبكة دويتش فيله، توجد في عاصمة صربيا بلغراد قلعة تاريخية تحمل اسم كالمغدان. وتحتها تتدفق مياه نهر سافا وتصبّ في نهر الدانوب. ومن يصعد القلعة يستطيع من هناك إلقاء نظرة على مركز بلغراد التاريخي والعمارات من الخرسانة، التي تعود إلى فترة الشيوعية. إلا أنه من المحتمل أن تتغير هذه الصورة في السنوات القادمة جذريا، فمن المقرر أن يتم في ضفة نهر سافا اليمنى بناء حيّ حديث يتسم بالعديد من المباني السكنية الفخمة والمكاتب الضخمة من الزجاج والخرسانة. وعلاوة على ذلك من المقرر أن يتم هناك فتح أكبر مركز تسوق في منطقة البلقان وبناء ناطحة سحاب تذكر ببرج خليفة في دبي. وهذا لا يأتي عن طريق الصدفة، إذ من المقرر أن تأتي الأموال الضرورية لتحقيق المشروع من ممولين في الإمارات العربية المتحدة. .