2018-02-01 

إكتتاب أرامكو..بين ضغط الوقت والإغراءات الدولية

من واشنطن خالد الطارف

أكدت مصادر مطلعة على المناقشات أن المملكة العربية السعودية ترغب في إكمال المحادثات مع مستثمرين استراتيجيين مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية قبل أن تقرر مكان إدراج أسهم شركة أرامكو .


وكالة رويترز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن هذا القرار يظهر أن السعودية تسعى لفحص كل الخيارات المناسبة لتحقيق إكتتاب ناجح. 


 و في حين أكد مسؤولون سعوديون ان الحكومة تخطط لبيع ما يصل الى 5 فى المائة من اسهم ارامكو فى أكثر من بورصة أجنبية بالاضافة إلى تداول، تزايدت الدعوات الدولية للتأثير في هذا القرار حيث حث الرئيس الامريكى دونالد ترامب الرياض على ادراج ارامكو فى بورصة نيويورك، فيما  دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السعودية  الى إختيار بورصة لندن. 


وفي ذات السياق أكد  مصادر مقربة من عملية الاكتتاب إنه يجب اتخاذ القرار بحلول مارس / آذار إذا كان من المقرر تنفيذ الاكتتاب العام في تشرين الأول / أكتوبر أو تشرين الثاني / نوفمبر.

 

 من جهته أكد مصدر سعودي قريب من عملية الاكتتاب "الجميع يتحدث عن أماكن الإدراج ولماذا لم يتم اختيارهم بعد، في الواقع، ترامب يشجع أرامكو على إختيار نيويورك وماي شجيع على قائمة في لندن.. هذا ليس سوى غيض من فيض ".

 

 وأضاف المصدر " تجري أرامكو محادثات مع مستثمرين آخرين، الذين غالبا ما يعبرون عن آرائهم حول المكان الذي يجب أن تدرج فيه أرامكو. ومن ثم فإن أرامكو والحكومة السعودية بحاجة إلى التفكير في كيفية الحصول على أفضل قيمة من كل شيء، وكيفية الحصول على أفضل الترتيبات الاستراتيجية من هذا الاكتتاب ". 

 

وفي هذا الصدد يشير التقرير أن آسيا  التي أصبحت أكبر وأهم مشتر للنفط الخام من أرامكو تريد تأمين علاقتها بعملاق النفط السعودية، فيما تهدف أرامكو كذلك لحماية حصتها في الأسواق الآسيوية على المدى الطويل لأنها تواجه منافسة من موردين عالميين مثل روسيا والولايات المتحدة. 

 

وتشير المصادر أن بعض المستثمرين الأساسيين  حريصون على  إدراج  أرامكو في البورصات الآسيوية وليس في نيويورك أو لندن. ويؤكد المصرفيون على أهمية تأمين المستثمرين الأساسيين أولا قبل المضي قدما في اتخاذ قرار بشأن الإدراج، حيث أكد مصرفي مقيم في الخليج على دراية بإستعدادات الاكتتاب العام "أن المستثمرين الأساسيين في آسيا هم الأكثر منطقية كما هو الحال حيث تتدفق أكثر شحنات من النفط السعودي ".

 

وأوضحت المصادر لرويترز أن الاكتتاب العام يمكن أن يتجاوز  100 مليار دولار إذا ما تقدمت أرامكو بخطط لإدراج 5 في المئة من أسهمها، حيث يمكن للمستثمرين الأساسيين شراء جزء كبير من الصفقة، فيما أكد مصد مطلع على استعدادات الاكتتاب "اذا كان الاكتتاب العام سيتم  في النصف الثاني من السنة، فإن الحكومة بحاجة حقا  إلى اتخاذ قرار  الآن"،  مشيرا إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 70 دولارا للبرميل.

 


 و بالنسبة لبورصة نيويورك يشير التقرير أن إختيار الرياض للبورصة الأمريكية سيكون منطقيا نظرا لقوة العلاقات الثنائية، إلا أن  شروط الإفصاح في بورصة نيويورك أكثر صرامة من بورصة لندن أو هونغ كونغ. 

 


 وذكر مصدر ثان أن البورصات مثل لندن ونيويورك وهونج كونج مازالت محل تحليل ولكن الخيارات  تشمل ايضا  هونج كونج كقائمة أجنبية وحيدة فى الخارج أو بورصة أخرى أجنبية فقط مع هونغ كونغ. 

 

وقال مصدر ثالث مطلع على الاكتتاب أن الرياض تريد إتخاذ  القرار بشأن مكان الادراج  في مارس / آذار، بحيث يمكن إدراج أرامكو في البورصة المحلية على الأقل بحلول أكتوبر، فيما أكد مصدر رابع أن الاعلان الرسمي قد لا يأتي حتى تشرين الاول / اكتوبر عندما تستضيف السعودية مؤتمرا استثماريا كبيرا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه