يبدأ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الاثنين جولة أسيوية تستمر ثلاثة أيام تشمل كلا من باكستان، وسريلانكا، والهند. وأكدت وكالة أنباء قطر قنا أن الجولة التي تأتي في الفترة من 23 وحتى 25 من الشهر الجاري سيجري خلالها مباحثات مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها تتناول سبل تعزيز علاقات التعاون، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك. كما سيتم خلال الزيارات توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة منها الشباب والرياضة والثقافة والصحة وتبادل المعلومات والاتصالات وتقنية المعلومات. وتعد زيارة أمير قطر لباكستان وسريلانكا والهند ثالث زيارة خارجية لدول آسيوية غير عربية، منذ توليه مقاليد الحكم في 25 يونيو 2013. وسبق أن قام أمير قطر بجولة آسيوية شملت الصين وكوريا الجنوبية في نوفمبر الماضي، كما قام بزيارة لليابان في الشهر الماضي. وتأتي جولة الأمير الآسيوية في وقت يجعل منها زيارة مثيرة للإهتمام حيث تأتي قبل القمة العربية المرتقبة أواخر الشهر الجاري في مصر، حيث تثير دور قطر في محيطها الإقليمي والآسيوي علامات استفهام. يذكر أن تعاون إقتصادي وتجاري كبير من المنتظر أن تمنحه تلك الزيارة لدول آسيا . حيث تبلغ الصادرات القطرية إلى باكستان نحو 220 مليون دولار من صادرات البتروكيماويات ومنتجات تخصيب الأراضي، مقابل نحو 80 مليون دولار تصدر بموجبها باكستان منتجات غذائية ولحوم وحبوب ونسيج إلى قطر. كما تتيح باكستان فرصاً استثمارية كبرى أمام قطر في مجالات الطاقة وانتاج الكهرباء والطاقة المتجددة، ومن المنتظر كذلك أن يتم التأسيس لشراكة اقتصادية جديدة وطويلة الأمد بين الدوحة وإسلام أباد خلال الزيارة وفقا لمصادر قطرية. وكانت قطر قد أتمت اتفاق لتزويد باكستان بثلاثة أطنان من الغاز الطبيعي المسال سنوياً لمدة 15 عاماً وهو الأمر الذي يسد النقص الحاصل في موارد الطاقة التى تعاني منها باكستان وتؤدي إلى عجز دائم في توليد الكهرباء ببعض المناطق. وقال خوزام دستجير خان وزير التجارة الباكستاني لجريدة الشرق إن بلاده تتطلع لزيارة أمير قطر، حيث سيتم فتح شراكات جديدة بين البلدين على المستويات التجارية والاستثمارية، مُثمّناً الاهتمام الذي تبديه الدوحة بالتعاون مع إسلام أباد وإطلاق موجة من الاستثمارات الخارجية والمحلية عقب الزيارة. وتعد الهند المستورد الأول للغاز من قطر بنحو 7.5 مليون طن في السنة، ولا تقتصر واردات الهند على الطاقة فقط لكن تعتبر قطر أحد المصدرين الرئيسيين للأسمدة الكيماوية، وتستقبل الدوحة واردات من الهند تتمثل في المواد الغذائية والحديد والأسمنت. وحقّقت الهند طفرات اقتصادية وعلمية كبرى خلال السنوات الأخيرة، وبلغ حجم استثماراتها 44 مليار دولار ويبلغ الناتج الإجمالي لها نحو تريليوني دولار وتسعى لأن تكون الأول عالمياً بحلول عام 2050 بوصول حجم اقتصادها إلى 86 تريليون دولار حيث سيتم الاعتماد بشكل رئيسي على اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا. وستعمل زيارة تميم إلى الهند ضمن جولته الأسيوية الحالية على فتح المجال أمام المزيد من الشركات لدخول السوق الهندي، وفي المقابل إتاحة المجال أمام الشركات الهندية للعمل داخل قطر. وأكد سعادة سانجيف أرورا سفير الهند لدى الدوحة لموقع الشرق القطري أن أبواب الهند مشرعة أمام الاستثمار القطري، لافتاً إلى أن هناك إمكانيات ضخمة لزيادة الاستثمارات القطرية بشكل كبير في الهند خاصة في ضوء المبادرات الجديدة لحكومة رئيس الوزراء نارندرا مودي بالتحول إلى تعميم تجربة المجتمع الرقمي داخل الهند وخارجها. ومن المقرر أن تكون سريلانكا المحطة الأخيرة لجولة الأمير الأسيوية، وهي الزيارة التي تهدف إلى توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتي لم تستغل بالشكل الأمثل الذي يرقى لتطلعات الشعبين القطري والسريلانكي. وتشير الاحصائيات إلى أن حجم التبادل التجاري بين قطر وسريلانكا يقدر بنحو 330 مليون ريال في عام 2013، وتأمل الدوحة في زيادة فرص التجارة البينية مع سريلانكا خاصة في مجالات التعليم ومصايد الأسماك والموارد المائية والزراعة والثقافة، وذلك من خلال حزمة من الإجراءات التي تُعزّز من تدفق السلع والخدمات وإزالة المعوقات أمام المستثمرين من الجانبين. وسيتناول أمير قطر خلال زيارته إلى كولومبو مباحثات مشتركة مع الرئيس السريلانكي ماثريبالا سيريسينا تتناول علاقات التعاون القائم بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها في مجالات التجارة والاستثمار، والتعليم العالي، ومصايد الأسماك والموارد المائيّة، والطيران المدني، والزارعة، والسياحة، والثقافة.