حين توجه الأمير الشاب عبد العزيز بن فهد بن تركي إلى منطقة الجوف، بعد تعيينه نائبا لأميرها، كانت الخطط بالنسبة له واضحة، وضوح الشمس التي تشتهر بها الجزيرة العربية: وضع المنطقة في المكانة التي تستحقها محليا وإقليميا، نظرا للميزات التي تشتهر بها الجوف، والتي للأسف لا يعرفها إلا أهلها، وزوّارها فقط ... فقط.
ومن هنا كانت اللمحة الأولى في ذهن الأمير الشاب، وهي أن تنشط الحركة الإعلامية عن فعاليات المنطقة، بكافة أنواعها، ومن داخل الجوف، عن الجوف. وهكذا عقد سلسلة من اللقاءات الفورية من عدد الإعلاميين والمثقفين ورجالات المنطقة لإعادة الانطلاق إلى الطريق المبتغى.
ومنذ وصوله إلى أرض المطار للمرة الأولى بعد توليه منصبه، وحتى هذه اللحظة، لا يمر يوم دون زيارة، أو لقاء أو نشاط، بل حتى زيارته الأخيرة للرياض استغلها في زيارة جناح منطقة الجوف في الجنادرية، والاطلاع على ما يعرضه الجناح عن المنطقة، لزوار أهم مهرجان تراثي في الجزيرة العربية.
وهذا يعني أن المنطقة ستبني خطتها على الأسس الحديثة التي تتطلع لها قيادة المملكة، وكذلك العالم الأول الذي جاء منه الأمير الشاب، حيث تعلم في لندن العظمى، ورأى رأي العين معالم الحداثة، والحراك الفكري الذي تشتهر به العاصمة الإمبراطورية.
ولعل هذه التجربة ستنعكس إيجابا على تطوير منطقة واعدة، تملك الإمكانات لكنها غائبة عن الإعلام، أو لعل الإعلام غائب عنها.
ويتميز الأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي بشخصية متواضعة، ذكية، تمتاز بالمعرفة والتطلع إلى التعلم المستمر، ولعل تعليمه الأكاديمي في حقل السياسة أسهم في صقل رؤيته الإدارية، إضافة إلى ولعه الكبير بالقراءة.
ويعرف عنه صراحته المطلقة التي جعلته يقول في أول تجمع إعلامي مع أبناء المنطقة: " الإنسان الذي يخشى النقد المنطقي إما فاشل في عمله أو فيه خلل".
وبينما يرفض استقبال أي رجال أعمال من المنطقة الذين لا يخدمونها فإن "أبواب الإمارة مفتوحة للمواطنين وسترون الأفضل" .. هذا ما قاله عبد العزيز الشاب، الدي يحمل اسم جده عبد العزيز المؤسس الكبير.
وحين وصل الجوف كان في استقباله رجالاتها وأعيانها وهم يتطلعون إلى مستقبل جديد وكانت رسالته ووعده الأول وقتها: رفعة الجوف ومستقبلها.
وحسب سيرة ذاتية منشورة فقد لد الأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي في اليوم الخامس من شهر ديسمبر عام 1990 والده هو صاحب السمو الملكي الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود قائد الجيش الملكي السعودي ووالدته هي صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود.
درس في مدارس الرياض بالعاصمة السعودية حتى الصف الرابع ابتدائي وبعد ذلك أكمل الابتدائية في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية بنسيلفينيا وتحديدا في مدرسة هاريس بيرج أكاديمي لمدة سنتين.
وبعدها عاد الأمير الشاب إلى المملكة ليلتحق بمدارس المملكة الأهلية حتى تخرجه عام 2008 ليلتحق بعدها بكلية بيل كوليج العريقة في مدينة كيمبريدج، المدينة التي تعتبر مفخرة التاج البريطاني علميا وثقافيا.
وبعدها أكمل دراسته الجامعية في تخصص العلوم السياسية بجامعة ويستمنيستر في لندن إلى أن تخرج منها مع مرتبة الشرف وبعدها أكمل دراسته العليا الماجستير في العلاقات الدولية في جامعة كينجستون بلندن إلى أن تخرج منها بدرجة الماجستير مع مرتبة الشرف.
بدأ الأمير عبدالعزيز حياته العملية أثناء دراسته الماجستير حيث التحق بالشؤون السياسية في سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن وذلك في العام 2013 لمدة سنة ثم بعدها تفرغ لأعماله الخاصة إلى أن صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز " حفظه الله " بتعيين سموه نائبا لأمير منطقة الجوف بمرتبة وزير 2017م.