دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى زيارة الرياض، وذلك خلال إتصال هاتفي بينهما الأحد، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي للعبادي. وتأتي هذه الخطوة بعد اعوام من التوتر شهدتها العلاقة بين الرياض وبغداد ابان حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قبل ان تتحسن منذ تسلم العبادي مهامه في سبتمبر، وانخراط السعودية في التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية، المعروف باسم داعش، والذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا. وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه " ، اذ اتهمته السعودية باعتماد سياسات اقصائية بحق السنة، بينما اتهمها هو بدعم "الارهاب" في بلاده، في اشارة الى التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق منذ هجوم كاسح شنه في يونيو. وأتى الاتصال بالعاهل السعودي ضمن سلسلة اتصالات اجراها العبادي الاحد مع زعماء اقليميين، هم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو. وأكد العبادي خلال هذه الاتصالات مشاركة "كافة ابناء الشعب العراقي" في قتال تنظيم الدولة الاسلامية، وأن استراتيجية الحكومة تقضي بتسليم المناطق المستعادة من التنظيم، ومعظمها ذات غالبية سنية، "الى ابناء الشرطة المحلية". كما شدد، بحسب مكتبه، على ان هذه الحرب ضد التنظيم " في وقت تطوق القوات الامنية مدينة تكريت ذات الغالبية السنية التي يسيطر عليها التنظيم، بعد ثلاثة اسابيع من بدئها، بمشاركة فصائل شيعية وابناء عشائر سنية عملية واسعة لاستعادة المدينة. وتقدمت القوات في محيط تكريت، الا ان اقتحام المدينة كان صعبا بسبب العبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون، ما حول العملية في الوقت الراهن الى ما يشبه الحصار للمدينة. وأثار الدور الايراني البارز في العملية والمشاركة الواسعة للفصائل الشيعية المدعومة من طهران، تحفظات من دول كبرى ابرزها الولايات المتحدة، ومخاوف من اعمال انتقام بحق السكان السنة الذين يتهم البعض منهم بالتعاون مع التنظيم او المشاركة في عمليات قتل جماعية بحق شيعة.