يحسب لصحيفة عرب نيوز تكريمها مشكورة للأستاذ خالد المعينا خلال منتدى الاعلام العربي في دبي، حيث قام رئيس تحرير الصحيفة فيصل عباس نيابة عن رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان بتسليمه "جائزة عرب نيوز للإنجاز مدى الحياة" وذلك تقديراً لجهوده التي بذلها خلال فترتي رئاسته للصحيفة التي امتدت 24 عاماً.
العلاقة التي تربط المعينا بعرب نيوز علاقة وطيدة لدرجة أنه يصعب الحديث عن أي منهما دون ذكر الآخر، والسنوات الطويلة التي جمعتهما كانت مليئة بالإنجاز والتميز، إضافة إلى التفرد الإعلامي بإيصال صوت المملكة للعالم باللغة الإنجليزية.. وصولاً لم يقتصر على صفحات الجريدة وحدها، ولكن أيضاً عبر تواصل المعينا النشط والنوعي مع وسائل الإعلام الغربية التي التي كانت تسعى دوما لاستضافته وأخذ رأيه وتعليقه حول أهم قضايا المملكة السياسية والاجتماعية.
كانت اجادته للغتين الإنجليزية والأوردية عاملاً هاماً دون شك، لكن ذلك لم يكن وحده كافياً دون توافر الصفات الأخرى التي يتمتع بها ومنها القدرة على مواجهة الكاميرا وسرعة البديهة، والعلاقات الجيدة مع كبار الصحفيين الأجانب، والخلفية الثقافية القادرة على فهم المتلقي الغربي والآسيوي على حد سواء، ومخاطبة كل منهما بالأسلوب المناسب الذي يمكنه فهمه واستيعابه.
لم يكن خالد المعينا رئيس تحرير تقليدي يكتفي بأداء مهامه عن بعد أو من خلف مكتب وثير ومعزول، بل كان قريباً من العاملين معه، إنسانياً بتعامله مع الجميع. عرفته لسنوات طويلة منذ بداية التسعينات كصديق وزميل عمل، وأكبرت فيه طيبته ونقاءه وتواضعه وبعده عن التكلف والتصنع.. كان من أوائل الإعلاميين السعوديين الذين وقفوا بصدق مع قضايا المرأة وتمكينها قولاً وعملاً، كما كان من أوائلهم ايماناً بأهمية وتأثير التكنولوجيا. وأذكر أنه قام عام 1996م بتوجيه دعوة لي للحضور من واشنطن لإلقاء مجموعة من المحاضرات في المملكة عن استخدامات الانترنت لرجال الأعمال والصحفيين، كانت الأولى من نوعها عربياً وحظيت بإقبال واهتمام كبيرين. ومن الأمور التي تمت اثارتها في تلك المحاضرات الكشف عن قيام شخص عربي في أمريكا بالسطو على أسماء نطاقات معظم الشركات السعودية الكبرى، ونتج عن ذلك رفع قضايا قانونية عليه أثمرت عن استعادة تلك الأسماء وتنبه الشركات السعودية الأخرى بضرورة سرعة تسجيل أسمائها على الانترنت.
الحديث عن خالد المعينا يحتاج إلى أكثر من مقال، فهو في اعتقادي نموذج لرئيس التحرير الذي جمع بامتياز الصفات الثلاثة التي إذا حازها الصحفي – كبيراً كان أو صغيراً- حق لنا أن نسميه هرماً إعلامياً.. هذه الصفات هي: المهنية العالية والثقافة الرفيعة وسمو الخلق.