تسترجع سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان ذكرياتها وقصة عودتها إلى السعودية وحديثها مساء يوم 15 أبريل 1983 مع والدها عندما جلست معه لتناول العشاء في الرياض. ذلك العشاء الذي غير مجرى حياتها وحياة مئات من السعوديات.
إذاعة NPR أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه أن العليان عادت حينها مع زوجها الأمريكي ، جون شيفوس ، إلى السعودية بعد تسع سنوات في الولايات المتحدة.
و تشير العليان "على العشاء قال لي والدي ماذا ستفعلين بعد ما عملت كمحللة في ج. ب. مورغان في نيويورك ، فأجبته بأني أفكر في العمل في أحد البنوك في المملكة لكنه قال لي "ليس عليك القيام بذلك لقد قدم مساعدي التنفيذي استقالته.. لماذا لا تبدأين في صباح الغد مكانه؟ "
و بعد ذلك العشاء بخمس وثلاثين عامًا ،تشغل العليان منصب الرئيس التنفيذي لشركة العليان للتمويل ، ذراع شركة الاستثمارات الخاصة العالمية "مجموعة العليان" في الشرق الأوسط.
ويشير التقرير أن العليان تعتبر متحدثًة دائمًة في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس بسويسرا ، حيث صنفت من بين أكثر الأشخاص تأثيرًا في مجال الأعمال من قبل مجلة فوربس وفورتشن وتايم.
ويضيف التقرير أنها المصرفية السعودية حطمت القوالب النمطية للنساء السعوديات اللواتي ينظر إليهن على نطاق واسع من قبل العالم الخارجي على أنهن منعزلات على العالم ، فقد اعتبرت رائدة في بلد لم تحظ فيه المرأة إلا بقدر قليل من الحريات خلال عقود مضت.
من جهته يؤكد بيرند فان ليندر المدير التنفيذي لشركة فورتشن في عام 2015 ، "حتى أعز أصدقائي السعوديين وزبائننا أعجبوا كثيراً بالطريقة التي تدير بها شركاتها". "
وعن تجربتها تقول العليان " في أول 18 عامًا لها في شركة العليان للتمويل ، كنت المرأة الوجيدة التي عملت هناك..لم يكن هناك غرفة للسيدات و كنت أسافر لزيارة العديد من مصانعنا لم تكن هناك أي امرأة في أي من هذه المصانع ، ولا توجد نساء في مجالس الإدارة ."
و تقول العليان إنها شعرت بالضغط لإثبات أنها لم تحصل على الوظيفة لمجرد أنها كانت ابنة مديرة الشركة.
وبعد أن قضت العليان سنوات في العمل مع والدها تقول أنها حثته على توظيف المزيد من النساء في الشركة حيث أكدت أن أعضاء الحكومة دعموها في هذه الخطوة فقد كان " لديهم زوجات وبنات يريدن العمل..لكنهم حذروها أيضا من احترام عادات المملكة الصارمة وتجنب المواجهة."
تقول: "إذاً ، أنت تتفاوض ، تتعامل ، تفعل هذا ، تأخذ وتقدّم". بالنسبة لها ، كان الهدف النهائي هو جعل المرأة في مكان العمل.
وأخيراً في عام 2001 ، اتخذت العليان موقفاً تاريخيا وتعاقدت مع زميلتها الأولى هناء السيد ، التي كانت مهمتها زيادة عدد الموظفات في شركة العليان للتمويل. وسرعان ما تم توظيف 40 امرأة للعمل في أحد المصانع .
ومن هناك بدأت الشركة ببناء مكاتب للنساء في المكاتب مؤكدة "التغيير من عندما بدأنا إلى ما نحن عليه الآن هو أمر هائل".
وتضيف "عندما بدأنا في توظيف النساء ... كنت في حاجة إلى موافقة ولي الأمر على المرأة للعمل أما الآن من السهل على النساء الحصول على وظائف في المملكة العربية السعودية."
ومع ذلك ، هناك حوالي 500 امرأة فقط في شركة العليان المالية ، وهي جزء صغير من موظفيها البالغ عددهم 16000 موظف في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط. وتقر العليان بأن لديها الكثير لتقوم به لتشمل المزيد من النساء ، خاصة في المناصب العليا. تود أن ترى المرأة تنمو إلى 30 في المائة من موظفي الشركة السعوديين.
في الآونة الأخيرة ، حققت العليان دفعة قوية في جهودها: كما تشجع الحكومة النساء على دخول سوق العمل ، كجزء من خطة إصلاح لتنويع الاقتصاد وخلق فرص العمل. ويشمل ذلك حتى السماح للنساء بقيادة السيارة ، ابتداء من شهر يونيو ، لتسهيل الوصول إلى العمل.