2015-10-10 

تونس أحدث ديمقراطيات العالم رغم الإرهاب

سويس انفو

يتوارد إلى الاذهان الكثير من الأسئلة عن تفجير متحف باردو الذي وقع قبل أسبوع في تونس، عن مدى تهديد تلك الهجمات لأول تجربة عربية ديمقراطية معاصرة، وكيف استطاعت تونس أنّ تحقق بعض أهداف الثورة بينما تبخرت وعود ثورات الربيع العربي. يؤكد رئيس مجلس لجنة الديمقراطية والإنتخابات في مدينة فالون (السويد)، عبر وجهة نظر عرضها على موقع سويس انفو أنّ تطوّرات الأوضاع في تونس تظل واعدة، رغم العملية الإرهابية الأخيرة، لافتًا إلى أنّ الهجوم الذي ضرب المتحف لم يكن مفاجئ لتونس، لاسيما في اليوم الذي شرع مجلس نواب الشعب (البرلمان) مناقشة مشروع قانون لمناهضة الإرهاب، جميع الأحزاب السياسية التونسية بالعمل من أجل مواصلة عملية الإنتقال نحو ديمقراطية معاصرة. وتابع بعد الهجوم الدموي الذي استهدف المتحف الوطني في بباردو، أصبحت أوّل تجربة ديمقراطية عربية معاصرة مهدّدة في أسسها، وهناك خطوة مستقبلية لا تزال تنتظر: الانتقال إلى دولة لا مركزية عبر تكريس المواطنة النشطة، والديمقراطية التشاركية. واتهم الشباب المهاجريين الي البلدان المجاورة والذين اختاروا الهجرة من تونس بعد الثورة وإصابتهم بالاحباط، للإنضمام إلى صفوف الجماعات التي تقاتل في ليبيا وسوريا بالمسؤولية عن تفجير المتحف، لافتًا إلى أنهم بدأوا الآن يحملون معهم بعد عودتهم التهديد الإرهابي إلى الأراضي التونسية، وهو ما أثبته هجوم 18 مارس. وكشف أنّ العنف السياسي ليس مصدر القلق الوحيد في تونس اليوم، ولكن القلق الحقيقي عدم خضوع العديد من مؤسسات الدولة، بما في ذلك الإدارة والقضاء لإصلاحات كبيرة. وأكد أنّ التحدي الأكبر الذي توجهه تونس هو عدم وجود الهياكل المحلية والإقليمية في تونس، منوهًا أنّه في ظل النظام الدكتاتوري الذي كان قائما، كانت القرى والمدن والمحافظات تحكم ببساطة باعتبارها كيانات إدارية تابعة للحكومة المركزية. ونتيجة ذلك سادت عدم الكفاءة والفساد والانعدام الكامل لمشاركة المواطنين في الشأن العام. وأضاف أن الإئتلاف الحكومي الذي يقوده الحبيب الصيد ليس أمامه وقت يضيعه، فالمعارضون يطالبون بتنظيم الإنتخابات المحلية الأولى في وقت لاحق من هذا العام. ولكن، لكي تنظّم هذه الانتخابات يتطلّب الأمر الإتفاق على العديد من القضايا الأساسية: ما هي الحدود الجغرافية للبلديات والمحافظات؟ وما هو الأساس القانوني؟ وما حدود السلطات التي ستمنح للمحافظات وللبلديات؟ ثم الشكل الذي ستتخذه هذه الحكومات المحلية؟. تونس بطبيعة الحال ليست إلا أحدث ديمقراطية في العالم تواجه هذا النوع من القضايا والتحديات. ولهذا السبب، قبلت جامعة قرطاج، أعرق مؤسسة أكاديمية في البلاد استضافة المنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة في ربيع هذا العام، جنبا إلى جنب مع شركاء آخرين من جميع أنحاء العالم، هذا المؤتمر العالمي الخامس حول الديمقراطية التشاركية سوف يجمع اكثر من 300 مواطن ناشط، ورساميين، وسياسيين، وصحافيين، من أكثر من 30 بلدا، وسوف يشهد اطلاق شبكة اعلامية متخصصة في الديمقراطية المباشرة ناطقة بعشر لغات. وأعرب عن أمله في تجسّيد هذا المؤتمر روح تونس التي تقف وحدة متضامنه ضد الإرهاب وإلى جانب سلطة الشعب والمواطنين، والذي شقّت الديمقراطية فيه طريقها عبر الصعوبات، وعلى أساس من روح المشاركة والتوافق.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه