أمام القمة العربية التي ستنعقد في مصر بشرم الشيخ، سؤال كبير يتعلق بصيانة الأمن العربي. القمة ستعقد خلال يومي 28 و29 مارس (آذار) واليمن يغلي على نار إيران، والعراق بين خنجر «داعش» وسكين سليماني، وسوريا ما زالت تقاتل للخلاص من براميل بشار وميليشيا نصر الله ومجرمي «داعش»، وخذلان أميركا والعالم. الجرح الساخن الآن هو اليمن، مع انقضاض ميليشيا الحوثي، وخونة الجيش الذين يوالون علي عبد الله صالح، وليس رئيس الجمهورية الشرعي عبد ربه منصور هادي. عدن صامدة، حيث مقر السلطة الشرعية، وتعز تكافح، وميليشيا الحوثي مدعومة من قوات صالح، تقضم الأرض والقواعد العسكرية، وأهمها قاعدة العند الشهيرة. في الحرب يصاحب النشاط العسكري، طبول الإعلام، وتضخم الإنجازات وتخفى الانتكاسات. بالنسبة للسعودية ودول الخليج، فإن الحرب في اليمن حرب ضرورة، لا مناص منها، وليس من الحتمي أن تكون هذه الحرب على شكل تدخل بري وبشري صريح، بل على شكل دعم وإسناد وسلاح وتدريب وربما بعض الضربات الجوية - إن اقتضى الأمر وألحت الحاجة - وبعض القتل أنفى للقتل كما قالت العرب من قبل. على كل حال، ومع تسارع الأحداث في اليمن الحزين، صارت الوقائع تتغير يوما بيوم، وقد وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نداء لمجلس الأمن لتشريع التدخل العسكري في اليمن تحت الفصل السابع، للدول الراغبة في مساعدة الحكومة اليمنية ضد الغزو الإيراني بالمخلب الحوثي. وزير الخارجية المكلف رياض ياسين طالب بدعم عسكري بحري وبري. وقال متحدثا من القاهرة لقناة «العربية الحدث»: «طلبنا تدخلا عسكريا عربيا، وبالأخص من دول مجلس التعاون». وأضاف «نطالب الجامعة العربية بالتدخل العسكري الفوري». سامح شكري وزير الخارجية المصري، الذي ستحتضن بلاده القمة العربية الخطيرة، قال عن القمة واليمن: «سنبحث كل الحلول ومنها الحل العسكري»، بحسب ما نقل عنه موقع «أخبار مصر». الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال عن أجواء قمة شرم الشيخ إن العالم العربي يواجه «كارثة إقليمية» تتمثل في أن أميركا متغاضية عن تمدد نفوذ إيران في عدد من الدول العربية. لمن يعتقد أن هذه العواصف اليمنية جديدة على السعودية، أن يتذكر بعض المحطات. 1934 نشبت الحرب بين المملكة واليمن بعد أن استولى الإمام يحيى على بعض الأراضي السعودية. أرسلت قوات سعودية، وظفرت، ليوقع الملك عبد العزيز صلحا مع الإمام، بوساطة عربية. 1969 حرب الوديعة بسبب الاعتداء على الأراضي السعودية من قبل اليمن الاشتراكي الجنوبي، وانتهت لصالح السعودية. ليست هذه أول الفصول الحزينة، وهذه المرة المواجهة واجبة لكسر شوكة إيران في اليمن، فدون ذلك الوجود أو الفناء. السماح بفوز الحوثي يعني تمكين إيران من احتلال اليمن، وتحويل اليمن لقاعدة متقدمة ضد السعودية، وتخيلوا ذلك مع نصب إيران صواريخها البالستية تجاه السعودية! لذا نقول، المواجهة حتمية وليست مجرد فكرة تطرح. *نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"