نحتاج كبشر في هذا العصر وخاصة في خضم الصراعات اليومية التي يعيشها البشر حول العالم للحصول على أبسط الإحتياجات التي ننعم بها ونسينا مذاقها، أن نتوقف قليلاً ونغمض أعيننا ونتحسس أرواحنا إلى أن نجد ذلك الجذر الذي يغذي إنسانيتنا، ونقلق إن لم نجده!
فنحن اليوم على إطلاع بالتفاصيل القاسية التي تعصف بالإنسان، حتى وإن حاولنا لعب دور البطولة في اللامبالاة أو الإنشغال بأنانية مطلقة بأمورنا الحياتية. ولا يمكن بحال من الأحوال أن نتصدى لوسائل الإعلام التي تطاردنا وعلى اختلاف أنواعها بأخبار الغرقى والمرضى واللاجئين، والجوع الذي مازال شبحاً يزهق أرواح الأطفال قبل الكبار.
كل تلك الحقائق التي نتعرض لها يومياً تعزز حاجتنا لأن نتأكد بأن جذر التعاطف الوجداني مازال يضخ الرحمة في دواخلنا، ويهذب نفوسنا، ويزيدنا يقينا بأننا نتنفس إنسانية! لأننا إن فقدناه، فيجب أن ندرك بأننا أمام مشكلة إنسانية خطيرة!
قد يبدو الحديث عن التعاطف أمراً ثانوياً أو ربما هامشياً للبعض، لكنه مؤشر مهم وفعّال لقياس مستوى الإنسانية التي نحملها كبشر، والتي إن تعمقنا أكثر في تأثيرها لأدركنا بأن لها دوراً حيوياً في النهوض بالحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في أي مجتمع!
التعاطف أثمن زاد يمكن الإعتماد عليه لمستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً. فالمجتمع الذي يتعاطف أفراده مع بعضهم البعض مهما كانت فروقاتهم، ستقل فيه تلقائياً مظاهر العنف والعنصرية، وبالتالي يزداد فيه الشعور بالإمان والإنتماء والرغبة في المشاركة والعطاء. هل تتفق معي عزيزي القارىء؟
@Randa_AlSheikh
Randa_sheikh@yahoo.com