2015-10-10 

السويد تعتذر والسعودية تعيد السفير

من القاهرة، حسين وهبه

السويد التي وضعت نفسها في مأزق لا تحسد عليه أمام السعودية لم تستطع طويلًا أن تثببت أمام موقفها ، فالمملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة ، ودهاء وخبرة خارجيتها باستخدام أساليب مختلفة أستطعت أن تجعل السويد تأتي صاغرة لطلب الود. فلم تستمر الأزمة بين السويد والسعودية أكثر من 3 شهور حتى أرسل ملك مملكة السويد كارل غوستاف السادس عشر مساء الجمعة رسالة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية يؤكد فيها عمق العلاقات الثنائية، وحرصه على استمرارها مميزة بين البلدين الصديقين. كما أرسل رئيس وزراء حكومة السويد ستيفان لوفين،مساء الجمعة رسالة إلى الملك سلمان أبدى فيها بالغ الأسى والأسف بشأن الأزمة التي تمر بها العلاقات بين المملكتين، مشدداً على أن ما يؤسفه بشكل خاص أن يساء تأويل أي عمل أو تصريح صدر عن حكومة السويد، ويفهم منه أن فيه أي شكل من أشكال الإهانة للمملكة العربية السعودية أو للإسلام . وأكد حرص حكومته ورغبتها العميقة في الحفاظ على العلاقات بين المملكتين، وأوضح دولته أن دور خادم الحرمين الشريفين في حماية الإسلام ورعاية مقدساته واضح ومعلن، كما شدد على قلق حكومته الخاص مما حصل، وتطلع حكومته للترحيب بعودة السفير السعودي إلى ستوكهولم والبدء بالعمل المشترك لتعزيز العلاقات بين المملكتين. ووفقا لوكالة الانباء السعودية قام بتسليم الرسالتين للعاهل السعودي ، وزير الدفاع السابق المبعوث الخاص لمملكة السويد البارون بيورن فون سيدو،خلال استقباله له في قصر العوجا بالدرعية مساءالجمعة . ونقل الوزير السويدي للعاهل السعودي، تحيات وتقدير ملك مملكة السويد، كما نقل اعتذار رئيس وزراء حكومة السويد ستيفان لوفين عن التصريحات المسيئة للمملكة. وبدأت الأزمة في يناير الماضي عندما انتقدت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم على موقع تويتر جلد السعودية للمدون رائف بدوي ووصفته بأنه "محاولة وحشية لإسكات أشكال التعبير الحديثة." ثم انتقدت السياسات المملكة في معاملة النساء والتي تؤثر عليهن أمام البرلمان السويدي . ولكن الرياض ردت بحزم ودون تردد لتعاقب السويد وتثبت أنها قوة سياسية مؤثرة في الشرق الأوسط، ففي 10 مارس، استدعت السعودية سفيرها في ستوكهولم،كرد فعل على تدخل الوزيرة السويدية السافر في الشأن الداخلي السعودي وتطاولها على القضاء . ثم ألغت الرياض خطابًا كانت ستلقيه فالستروم في ختام اجتماعات الدورة (143) لوزراء الخارجية العرب أمام جامعة الدول العربية، لتعلن السويد أنهاء اتفاق دفاعي قائم منذ فترة طويلة مع السعودية. ثم أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيان شديد اللهجة تبدي استغرابها واستهجانها الشديدين لما يثار حول قضية رائف محمد بدوي كما ترفض التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية وترفض التطاول على حقها السيادي أو المساس باستقلال قضائها ونزاهته . وقال البيان إن "المملكة لا تقبل بأي حال من الأحوال أن يتعدى عليها أحد باسم حقوق الإنسان خاصة وأن دستورها قائم على الشريعة الإسلامية التي كفلت للإنسان حقوقه وحفظت له دمه وماله وعرضه وكرامته". كما أعلن مسؤول سعودي لوكالة اسوشيتد برس أنّ المملكة، لن تصدر تأشيرات العمل للمواطنين السويديين، ولن تقوم بتجديد التأشيرات الحالية للمواطنين السويديين داخل المملكة العربية السعودية. لتتراجع والسترم عن انتقاداتها ضمنيًا حيث قالت في تصريحات صحافية إنه من المهم أن تحافظ السويد والمملكة العربية السعودية على علاقات دبلوماسية جيدة. وقالت شخصية سياسية بارزة في السويد في مقابلة حصرية مع صحيفة "الرياض بوست" إن الحكومة السويدية والطبقة السياسية فوجئت ولم تكن مستعدة للمأزق الدولي في أعقاب انتقادات وزيرة الخارجية مارغو والستروم. تجدر الإشارة إلى أنّ السويد صدرت بضائع إلى المملكة العام الماضي قيمتها 1.3 مليار، ومن المؤكد أن صفقة الأسلحة التي لغتها السويد أثرها السلبي الكبير ، حيث اشترت المملكة العربية السعودية معدات عسكرية سويدية بقيمة 39 مليون دولار العام الماضي وحده. وتناقلت وسائل إعلام سعودية وفقًا لروسيا اليوم، أن الرياض قررت إعادة سفيرها لدى السويد ردا على اعتذار ستوكهولم. يشار إلى أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أجرى اجتماعا مع البارون بيورن فون سيدو وزير الدفاع السابق المبعوث الخاص للسويد، الجمعة، وجرت مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد تصريحات مارغوم والستروم.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه