2018-10-09 

المركز العالمي للحوار في فيينا يشارك في تأسيس: (المجلس الاسلامي اليهودي في أوروبا) لمواجهة التعصب والكراهية والتطرف في أوروبا

الرياض بوست

تواصلاً مع إطلاق منصاته الحوارية في أنحاء متفرقة من العالم والتي تهدف إلى ترسيخ العمل المؤسسي؛ لبناء الجسور بين الأفراد والمؤسسات الدينية المتنوعة؛ للمساهمة في ترسيخ العيش المشترك واحترام التنوع وبناء السلام في ظل المواطنة المشتركة، حيث انطلقت أولى تلك المنصات في أفريقيا، (أفريقيا الوسطى؛ ونيجيريا) بين المسلمين والمسيحيين ، ثم في آسيا(ميانمار) بين المسلمين البوذيين، وثالثًا في الدول العربية، منصة الحوار والتعاون العربية بين المسلمين والمسيحيين التي تم إطلاقها خلال شهر فبراير الماضي في المؤتمر العالمي للحوار لمساعدة الأفراد والمؤسسات الدينية وتقديم العون والمساندة لصانعي السياسات.

أعلن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عن انطلاق منصة الحوار الأوروبية: (المجلس الإسلامي-اليهودي)، التي تجمع بين أفراد ومؤسسات إسلامية ويهودية في أوروبا للمساهمة في ترسيخ العيش المشترك ومكافحة التعصب والكراهية في المجتمعات الأوروبية المتنوعة، وتحقيق العيش بأمن وأمان في ظل المواطنة المشتركة.

وتركز منصة الحوار الأوروبية، على تبادل الخبرات وتنسيق الجهود والتعاون مع المنظمات الأوروبية لصيانة الحقوق والتعاون في كل ما يساهم في تحقيق الأمن والأمان في مجتمعاتهم الأوربية؛ حيث تعتبر المنصة الأولى من نوعها على المستوى الأوروبي بين المسلمين واليهود؛ ومن أهدافها حماية الحرية الدينية والعمل ضمن الدساتير والقوانين الأوروبية للمحافظة على حقوق المجموعات المتنوعة دينيًا؛ ودعم العيش المشترك ومكافحة التعصب والتطرف.

وفي هذا الإطار؛ قد أقيم لقاء أوروبي دولي بمشاركة المجلس الأوروبي؛ و بلدية مدينة أمستردام، وعدد من المؤسسات العالمية أمس الإثنين 8 أكتوبر 2018م، وشارك فيه شخصيات عالية المستوى برعاية ودعم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

وافتُتح اللقاء بكلمة معالي الأستاذ فيصل بن معمر، أمين عام المركز العالمي للحوار؛ والسيدة إرنا بيريندز، رئيسة بلدية شمال مدينة أمستردام؛ والسيدة "غابرييلا باتايني دراغوني، نائبة الأمين العام للبرلمان الأوروبي؛ ورئيس الحاخامات بجنيف إسحاق دايان، حيث تضمن جدول الأعمال مناقشة الموضوعات ذات الصلة بأوروبا، مثل: النموذج الهولندي للتعايش؛ وحماية الممارسات الدينية لمجتمعاتنا المشتركة في أوروبا؛ وتجربة المسلمين واليهود في أوروبا مع أتباع الأديان والثقافات الأخرى: التحديات والعوائق؛ وأفضل الطرق لتشجيع التضامن بين المجتمعات وتحقيق الأهداف المشتركة؟
ومن المأمول أن تصبح منصة المجلس الإسلامي-اليهودي في أوروبا، منصة مستدامة وعادلة للعمل المشترك لتعزيز المشترك الإنساني والتعاون المسلم واليهودي: لتعزيز المشترك الإنساني وتحسين التعاون بين المجموعات المسلمة واليهودية الأوروبية وعلاقتها بالتوجهات السياسية والدينية الأوروبية.

وقد أثنى بن معمر في كلمة الافتتاح، على التزام مدينة أمستردام القائم منذ أمد بعيد بالتنوع والعيش المشترك وصيانة الحقوق ؛ ما يجعل منها مكانًا مناسبًا لعقد هذا الاجتماع، مهنئًا أعضاء المجلس على التزامهم وحماسهم لتأسيس هذا المنبر، مشيرًا أن مشاركتهم في هذا المجلس، يسد فجوة كبيرة في العلاقات الأوروبية بين أتباع الأديان، مؤكدًا أن  المركز العالمي للحوار في فينا يشاركهم التزامهم بالهدف المتمثل في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم، ومنها: المجلس الإسلامي اليهودي في أوروبا، منذ انطلاقة الاجتماعات التحضيرية لتأسيسه منذ عام 2015م، حيث تولى المركز العالمي للحوار تهيئة الدعم والمساندة بما يملكه من خبرات وكفاءات عالية المستوى لبناء المنصات.

واستعرض ابن معمر إنجازات المركز العالمي للحوار في فيينا، قائلاً: إن المركز، منظمة دولية تم تأسيسها من قبل المملكة العربية السعودية وبمشاركة جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوًا مؤسسًا مراقبًا عام 2012م؛ يهدف إلى ترسيخ الحوار والعيش المشترك واحترام التنوع وصيانة الحقوق وبناء جسور من التعاون والتفاهم بين المجتمعات المتنوعة. وينظم عمل المركز مجلس إداري من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس.

وعدّد  معالي أمين المركز العالمي للحوار، أبرز المضامين التي تؤكّد عليها استراتيجية المركز الحوارية، منها: إيمانه بأن الدين هو عامل انتماء قوي في حالتي الاندماج والتهميش؛ ما يتعيّن النظر في هذا العامل بهدف صنع سياسات تهم قضايا التماسك الاجتماعي، مؤكدًا على أن المجتمعات بمؤسساتها وانتماءاتها الدينية لها الحق والمسؤولية في العمل معًا لبناء مجتمعات متماسكة وسلمية ومتساوية في الحقوق؛ وأن أفضل طريقة للقيام بذلك، هي تمكين المجموعات الدينية نفسها من: بناء أماكن آمنة، أو منصات تمكنها العمل معًا، والدخول في حوار مفتوح وصريح مع بعضها البعض لتعزيز المشترك الإنساني بينها وترسيخ العيش المشترك الذي يساهم في بناء الجسور لمساندة صانعي السياسات في ظل المواطنة المشتركة.

وقال ابن معمر: لقد دفَعنَا هذه الإيمان إلى دعم ومساندة منصات الحوار بين أتباع الأديان في نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى بين المسلمين والمسيحيين وفي ميانمار بين المسلمين والبوذيين ومؤخرًا في المنطقة العربية بين المسلمين والمسيحيين؛ وسَعدنا بتقديم الممارسات الجيدة والدروس المستفادة من بناء هذه المنصات للمساعدة في إنشاء هذه المنصة التي تضم المسلمين واليهود، مشيرًا إلى أننا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى الاستفادة من النجاحات ومعالجة المشكلات في العلاقات بين المجموعات الدينية، وتسخير نتائج هذه العلاقات لحمايتها من التعصب والتطرف والكراهية الذي تواجهه هذه المجموعات في أوروبا التي تحتاج إلى خبراتكم وحكمتكم إذا أرادت الحفاظ على التزامها بتحقيق المساواة في المواطنة واحترام التنوع، كما تحتاج بقية دول العالم، التي تنظر إلى قارة أوروبا على اعتبار أنها تشكل نموذجًا متميزًا، وإلى حكمتكم؛ لحماية ثقافة احترام الهويات الدينية، وحماية الحق العالمي للإنسان وحماية حرية الدين والمعتقد ومكافحة التعصب والتطرف، الذي يشكل ركيزة أساسية من ركائز القارة الأوروبية؛ وضمان استمرار الاعتراف بالدور الذي تضطلع به التقاليد الدينية في الحفاظ على تراثنا المشترك؛ وللدفاع عن الحقوق المشتركة للمجموعات الدينية في أوروبا، وبناء الثقة والتعاون بين المجتمعات المتنوعه.

وأكد ابن معمر على أهمية العمل المشترك من خلال قنوات الحوار والتفاهم في جميع أنحاء العالم لكبح جماع التعصب والتطرف والكراهية الذي أتخذ أشكالاً متنوعة باستخدامه الدين والدين منها براء، أو من خلال التطرف السياسي والإيدولوجي، الذي أصبح سمة واضحة في خطابات الأحزاب السياسية المتطرفة.

في الختام، أعرب معاليه عن تأكيده على أن دور المركز العالمي للحوار، يتمثل في تقديم المساعدة، والخبرات، وسبل التعاون، وفقًا لما يتطلبه المجلس، كما أعرب عن تطلعه إلى العمل معهم خلال هذا الاجتماع لتطوير خطة عملهم الموضوعة للمستقبل القريب، وتقديم سبل الدعم من أجل تنفيذها، وقد بلغ أعضاء المنصة من المسلمين واليهود في انطلاقته الأولى:(19) من القيادات الدينية المسلمة و(15) من القيادات  الدينية اليهودية من (18) دولة أوروبية، يمثلون مؤسسات أوروبية معتمده
يُذكر أن المجلس الإسلامي- اليهودي، قد بدأ الاجتماعات التحضيرية لتأسّيسه في العاصمة النمساوية فيينا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2015م، بمساندة من المركز العالمي للحوار ومؤسسات عالمية أخرى كأول منصة أوروبية تجمع بين المسلمين واليهود، لمواجهة التعصب والتطرف والكراهية الذي ظهرت ملامحه في بعض المجتمعات الأوربية من المجموعات المتطرفة، بهدف مواجهة ذلك التطرّف وتصحيح الصور الذهنية، وبناء الثقة والتعاون بين المجتمعات الدينة المحلية وتعزيز حماية الحقوق والحريات والعيش المشترك في ظل المواطنة المشتركة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه