تتنامى المواقف الاماراتية الصادقة دون تثاءب للوقوف الى جانب الشقيقة الكبرى والحليف الاول في وقت تتعرض الرياض لاشرس حملة بغضية لم تتعرض لها منذ عقود.
الموقف الاماراتي الرسمي والشعبي جاء واضحاً عبر تسديل المواقف للتاريخ وهي بمثابة جرعات دعم لموقف المملكة والتى تدير بمهارة ازمة مواجهة حملة وسياسية ممنهجة بسبب قضية اختفاء خاشقجي ، والمواقف الاولى جاءت عبر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي حيث كتب في 11 اكتوبر على حسابه في تويتر @ABZayed " نقف مع المملكة العربية السعودية دوما لانها وقفة مع الشرف و العز و الاستقرار و الأمل " ولم تمض دقائق حتى وصل صدى التغريدة الاناضول حيث انتبهت صحف تركية الى ان الموقف الاول وربما الوحيد جاء من حليف الرياض ابو ظبي .
وكتبت احد المواقع التركية المثل التركي الشهير ( Dost kara günde belli olur) أن الصديق الحق يتبين في اليوم الأسود .
https://www.yeniakit.com.tr/haber/baeden-cemal-kasikci-aciklamasi-suudi-arabistani-hedef-alanlar-529655.html
واستمرت الامارات في مواقفها المساندة لتعلن في 14 اكتوبر تأكيد تضامنها مع المملكة ضد كل من يحاول المساس بسياساتها وموقعها ومكانتها الاقليمية وذلك عبر شيخ الدبلوماسية الاماراتي عبدالله بن زايد والذي كرر تضامن دولة الإمارات العربية المتحدة التام مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ضد كل من يحاول المساس بموقعها وبمكانتها الاقليمية وأعرب عن رفض الامارات التام لكل المحاولات التي من شأنها إلحاق الضرر بدور السعودية الأساسي في ارساء الامن والسلام الاقليمي ولسمعة المملكة العربية و الإسلامية والدولية.
وأعرب سموه عن تقديره العميق للمكانة الرفيعة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية وقيادتها، مثمنا موقعها كقوة رئيسية لضمان أمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي والمنطقة برمتها، وأشاد بدورها الإيجابي بكل ما تقوم به من مبادرات وما تتبناه من سياسات بناءة تساهم في تعزيز الامن والتنمية على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وفي ظل صمت العديد من الدول أكد الشيخ عبدالله أن وقوف دولة الإمارات الى جانب السعودية في السراء والضراء نابع في جوهره من أواصر الأخوة الصادقة والمحبة المتجذرة، مؤكدا أن الحملة المسيّسة والشرسة على الرياض تتجاهل التوجهات العقلانية والبناءة لسياسات المملكة، وأن هذا التحريض والتنسيق بين أطراف هذه الحملة لن ينجح ولن يتمكن من النيل من موقع السعودية المركزي في المنطقة ودورها الأساسي في محور العقلانية و الاعتدال. وشدد سموه على انه في الوقت الذي هناك ضرورة لبيان الحقائق المرتبطة بهذه الأزمة وبصورة حيادية صادقة فإن تداعيات التحريض السياسي ضد السعودية مرفوضة .
كما جدد سموه تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت إلى جانب المملكة فيما تنتهجه من سياسات رشيدة وما تبذله من جهود هائلة لأجل مواجهة مختلف التهديدات والمخاطر التي تحدق بالمجتمع الدولي وفي مقدمتها التطرّف والارهاب، ومساعيها الحثيثة لتعزيز التعاون الدولي على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية بما لديها من امكانيات هائلة ومقومات كبيرة تسخرها في تعزيز السلام والاستقرار في مختلف أنحاء العالم.
ومن ضمن مواقف ابو ظبي القوية جاءت تغريدة رجل تويتر السياسي الخليجي المؤثر وزير الدولة للشؤون الخارجية د. أنور قرقاش @AnwarGargash والذي كتب في 11نفس اليوم " الحملة الشرسة على الرياض متوقعة وكذلك التنسيق بين أطرافها المحرِّضة، وكما أن هناك ضرورة لبيان حقيقة البعد الإنساني للمشهد فإن تداعيات الإستهداف السياسي للسعودية ستكون وخيمة على من يؤججها، ويبقى أن نجاح السعودية هو الخيار الأول للمنطقة وأبنائها."
الموقف الاكثر لفتاً لإنتباه الاكاديميين والنخب السعودية الدبلوماسية والسياسية جاء عبر رئيسة مركز الإمارات للسياسات د.ابتسام الكتبي والتى كتب على صفحتها في تويتر مساء 14 اكتوبر @ekitbiما يشبه التنبيه السياسي والذي اشتهر به مركز الإمارات للسياسات لتوجيه صناع ومتخذي القرار أن مواجهة الأزمات تحتاج شحذ العقول أكثر من قرع الطبول .. فالمنطقة مقبلة على مقايضات وصفقات تحتاج منا التفكير والتدبير لا الصراخ والعويل .. وواصلت استاذة العلوم السياسية السابقة والتى تسكن السياسة عقلها وروحها " بالعلم وبالتفكير العلمي نستطيع تفادي أسوأ السيناريوهات المستقبلية .. وهنا تبرز الحاجة إلى مراكز التفكير المؤسسة على منهج علمي يستطيع استشراف المستقبل ويضع أفضل الاستراتيجيات للتعامل معه .. بشكل يعظّم الفرص ويقلل من الخسائر المحتملة .
وقد قرأت اوساط سياسية ودبلوماسية سعودية ان تغريدتي د.ابتسام هي بمثابة تنبيه سياسي عاجل لمركز صنع القرار في الرياض وربما تلميح الى امكانية مركزها والذي اكتسب سمعه دولية واقليمية في طرح السيناريوهات لنتخذي القرار وطرح التوصيات لمتخذي القرار ان يساهم في تقديم مالديه من خبره وتراكم معرفي وسياسي للحليف الاهم والاقرب.