تستضيف "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" جمهورية آيسلندا لتكون ضيف شرف "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" في دورته هـذا العام والذي يقام من 7 - 13 مايو القادم في "مركز أبوظبي الوطني للمعارض"، وذلك جرياً على عادة الهيئة بتسليط الضوء على المشهد الثقافي في بلد معين في كل دورة من دورات المعرض. وتأتي استضافة آيسلندا ضمن إحتفال "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" هذا العام بمرور 25 عاماً على انطلاقه، وسيحضره نخبة متميزة من المحاضرين والمؤلفين والناشرين في آيسلندا بمن فيهم غاوتي هيرمانسون، أستاذ دراسات الترجمة في جامعة آيسلندا ومؤلف العديد من كتب الترجمة والأدب؛ إضافة إلى اثنين من أبرز الشخصيات الروائية وهما كالمان ستيفانسون؛ وراغنار جونسون، مؤلف سلسلة روايات الجريمة "آيسلندا المظلمة" التي حققت أعلى نسبة مبيعات في آيسلندا، إضافة إلى العديد من المؤلفين. وسيضم المعرض جناحاً خاصاً بجمهورية آيسلندا يسلط الضوء على باقة متنوعة من الكتب والمطبوعات لأبرز المؤلفين في البلاد في مجالات الشعر، والمسرح، والرواية، وأدب الجـريمة، وكتب الأطفال، والكتب المصورة، مما يتيح للزوار الاطلاع على ثقافة هذا البلد ومضامين مشهده الأدبي. وقال جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب في "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" ومدير "معــرض أبوظبي الدولي للكتاب": " هذه خطوة تتيح لزوار المعرض فرصة قيّمة للاطلاع على الإبداعات الأدبية في دول الشمال الأوروبي ومؤلفيها الموهوبين". وأضاف القبيسي: "نسعى دوماً لاستضافة نخبة المؤلفين والفنانين في المعرض؛ ونحن واثقون بأن مشاركة الشخصيات الأدبية الرائدة في آيسلندا هذا العام ستشكل إضافة خاصة بالنسبة للزوار". ويحظى زوار المعرض كذلك بفرصة حضور محاضرة بعنوان "العرب والفايكينج في العصور الوسطى" يلقيها ثورير هراوندال جونسون، الأستاذ المختص بدراسات القرون الوسطى. كما يستضيف المعرض جلسة نقاش مع كاتبة الروايات البوليسية الآيسلندية الشهيرة يرسا سيجورداردوتير، والتي ستنضم إلى جونسون في جلسة حوار مشتركة بعنوان "دماء على الجليد" لاستكشاف أساليب كتابة روايات الجريمة في بلد يخلو من الجرائم. ويتم أيضاً تسليط الضوء على الشعر الآيسلندي بمشاركة الشاعر أدلستين أسبرج سيغوردسون الذي نشر 14 كتاباً حول الشعــر وترجماته، إضافة إلى رواية واحدة، و13 كتاباً للأطفـال؛ وأيضاً الشاعر والكاتب والمترجم الآيسلندي من أصل فلسطيني مازن معروف الشهير بلقب "نجم الأدب العالمي الصاعد". كما تنعقد جلسة حوار خاصة بعنوان "التعرف إلى هالتور لاكسنس"، وهو أول أديب آيسلندي يفوز بجائزة "نوبل في الأدب" لسنة 1955، كما حاز على جائزة أفضل كتاب عن روايته المتميزة "النساج العظيم من كشمير"، وكانت أعماله تتمحور بالدرجة الأولى حول بلده الأم آيسلندا. ونظراً لغنى المشهد الأدبي الآيسلندي بالأعمال الموجهة للأطفال، سيقوم أشلاڤ أولافسدوتير ولاني إياماموتو، الذين يعتبران من أشهر مؤلفي كتب الأطفال في آيسلندا، بقراءة بعض المقتطفات المميزة من أعمالهما لجمهور الأطفال؛ وسيتحدثان كذلك عن عملهما كمؤلفين، وتأثير شخصية الفتاة بيبي لونج ستوكنج عليهما. فضلًا عن ذلك، يستضيف المعرض جلسة حوارية تحت عنوان "الملاحم الآيسلندية" بمشاركة غاوتي هيرمانسون والكاتب جودموندور أندري ثورسون، وتتناول النماذج الأولى لأدب الملاحم الاسكندنافية. وسيتاح للزوار كذلك لقاء المؤلف كالمان ستيفانسون الحاصل على العديد من الجوائز المرموقة، والذي أبدع عوالم خيالية ساحرة ضمن سلسلته المميزة من الروايات والقصص القصيرة. ويستطيع الضيوف حضور "ركن عروض الطبخ" مع إيبا جودمندسدوتير التي ألفت العديد من الكتب المهمة حول المأكولات الصحية، وهي مقدمة أحد أشهر برامج الطهي التلفزيونية في آيسلندا. ويذكر أن "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" يعد واحداً من أسرع معارض الكتب نمواً في المنطقة، حيث استقطب العام الماضي 1125 دار نشر، وأكثر من 100 مؤلّف شاركوا في العديد من الندوات وحلقات النقاش. وبلغ عدد زوار المعرض في دورته الماضية نحو 250 ألف زائر، فيما بلغت مبيعات الكتب 35 مليون درهماً إماراتياً. يشار إلى أن الدورة الأولى من "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" انطلقت عام 1981 بتوجيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد، وذلك تحت اسم "معرض الكتاب الإسلامي" ليأخذ تسميته الحالية منذ عام 1986.