في أواخر الشهر الماضي ، زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باكستان والهند والصين في جولة كشفت عن توجه سعودي جديد نحو آسيا.
صحيفة واشنطن بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن "القصة الأساسية لهذه الرحلة ليست لها علاقة فحسب بالعلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.. إنها تدور حول التحول الهيكلي الجاري في الجغرافيا السياسية ، حيث يتجه مركز الثقل الاقتصادي العالمي نحو الشرق ، حيث تقترب آسيا والشرق الأوسط من بعضها البعض."
ويشير جوناثان فولتون و هو أستاذ مساعد في العلوم السياسية بجامعة زايد في أبو ظبي والذي أعد التقرير بأنه وعلى الرغم من اتفاقيات التعاون الدفاعي ، والأعداد الكبيرة للقوات الأمريكية واستمرار مبيعات الأسلحة ، فهناك تصور في الخليج بأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة يتراجع. "
توجس وقلق خليجي يشير فولتون إلى أنه دفع بالدول الخليجية ومن بينها السعودية للبحث عن شراكات جديدة وتحالفات أخرى .
وقد ضاعفت "دعوة الرئيس ترامب إلى انسحاب كامل للقوات الأمريكية في سوريا والتخفيض الكبير في الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان يؤدي إلى مضاعفة الشكوك حول تراجع الدور الأمريكي في المنطقة في الوقت الذي لم يكتسب فيه التحالف الاستراتيجي المقترح للشرق الأوسط زخماً في المنطقة ، حيث توجد ثغرات في التوقعات والثقة بين شركاء التحالف المحتملين ."
ومع تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة ، يقوم قادة الخليج العربي بخطوات متتالية هادئة تجاه آسيا لتعميق العلاقات مع أكبر إقتصاديات القارة.
و في هذا السياق ، يشير فولتون إلى أن جولة ولي العهد السعودي تبدو منطقية فليس المقصود منها جذب انتباه واشنطن بل هو مواصلة في تطوير مجموعة أكثر توازناً من العلاقات الأمنية والاقتصادية."
وتابع " لقد عملت جميع دول الخليج على تنويع علاقات القوى خارج المنطقة في السنوات الأخيرة ، وليس بهدف الاستعاضة عن الولايات المتحدة ، بل للتحوط ضد الاعتماد المفرط على شريك واحد. إذا بدت الولايات المتحدة أقل تركيزاً على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، فسوف يتعين على المملكة العربية السعودية أن تبدأ في استثمار بعض مواردها الدبلوماسية في البلدان التي تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقرة كأهمية لسياستها الخارجية الخاصة بها ، ومن المؤكد أن البلدان الآسيوية تتلاءم مع هذا التوجه السعودي ."