بروح المرأة الشامية البارعة في إشاعة الحب، القادرة على إشاعة روح الدعابة ،وصناعة الفرح وقفت تاج الأغنية أصالة نصري -كما يحب جمهورها تسميتها - لتهدي الليل والحضور الغناء وتزرع في جمهور مسرح مراوة المهيب بهجة المساء.
بدأت أصالة رحلة الروح المرحة حتى قبل صعود المسرح حين داعبت سؤال الزميل عمر الغامدي عن خلافها مع أنغام بقولها: (لا مافيه خلاف إن شاء الله .. هيي قصة طويلة يعني معقول أقعد أحكيها لك وأنا واقفة هنا؟ .....ولايهمك بكرا نجلس تحت الشجرة أنا وأنغام ).
وحين اعتلت المسرح أظهرت قسوة أنيقة على الرجل ب « ولا كل العمر كله يراضيني عن اللي راح». و«أنا ربي خلقني لك عقوبة» و«أفارقك وأنا أبتسم».
قبل أن تعود إلى الأنثى الودودة التي تجيد الغنج أمام من تحب برجاءات المحبة ب(ياخي أسأل )، ثم مارست كاريزما الحضور حين تفاعلت مع أحد المعجبين الذي قال لها في نهاية وصلتها الغنائية الأولى «أحبك»،
لترد قائلة : «أكيد حب برئ، ومن يعيش بهيك أجواء ما بيعرف إلا الحب».
وشدت أصالة في ثاني ليلة من حفلات هيئة الترفيه بمنطقة الباحة بأغنيات «ورحل»، ، و«ما كنت أتخيل»، «ذاك الغبي" ولم يفتها أن تهدي بنات الباحة أغنية مصرية «يظهر ما يعرفش جنابي»، لتجعل من حضورها حالة من الحضور تتجاوز الغناء.
فيما أعلن عبادي الجوهر عن حضور مختلف يليق بمدرسة الحزن الأنيق ، وهو الفنان الذي صنع من مرارة حزنه شهد أغنية لاتُمل .
حضر معلناً أشتياقه (عُدت هنا بعد عشرين عام وكلي شوق لكم ) وحين وجدجمهوراً عريضاً ينتظر إطلالته مردداً (عبادي وبس )قال :(الواحد يتمنى يكون معكم كل أسبوع ).
تحت جُنح الليل وهدأته علا صوت السامر فاصطحب أخطبوط العود جمهوره إلى مساء مختلف أنهمر فيه الحزن كجدول رقراق ليلقن العشاق درس الحب (هيام بتذلل) لاتجد فيه إلا (أغني كثر شوقي لك أغني) ولامكان فيه لتهديد بالرحيل بقدر ماتجد أجمل رجاءات الوصال ب(كلمة ولو جابر خاطر ).
هي ليست مجرد حفلة غنائية ،بقدر ماكانت كتابة على جدار الروح ،درس في مدونة الحب مابين عاشقة تقسو وتفارق وهي تبتسم تجَسدَّ في كبرياء أصالة ، وبين عاشق حنون يعلمنا كيف نداوي أحزان العشق ب(الجرح أرحم ،يا شوق ،ليت الهوى، كلمة ولو جبر خاطر، دقايق ، عيونك آخر آمالي، أحب فيك الوقت، ما على الدنيا عتب، قالوا ترى).