منذ عدة أسابيع صدرت اللائحة الجديدة للوظائف التعليمية، والاي وصفتها وزارة التعليم بأنها تلبي حاجة المجتمع السعودي إلى النهوض بالعملية التعليمية لتتواكب مع متطلبات رؤية 2030، وما اشتملت عليه من خطط وبرامج، تهدف في المقام الأول، إلى الارتقاء بالمجتمع السعودي، ليكون في مقدمة البلاد المتقدمة والمتطورة.
علما أن هذه اللائحة كانت إحدى برامج مشروع الملك عبدالله رحمه الله لتطوير التعليم العام الذي انطلق عام ١٤٢٨هـ، لكنها لم تر النور إلا في عهد خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله وولي عهده الأمين وقدمتها وزارة التعليم على أنها إحدى البرامج التي تدعم رؤية ٢٠٣٠ مما يعكس التكامل بين حكام هذا الوطن حفظهم الله.
ما لفتني في هذه اللائحة كلمة (تسكين)، عادت بي الذاكرة للعام ١٩٩٤م حيث بدأت معاناة أكثر من ٨٠ ألف معلم ومعلمة مع بند ١٠٥ والذي أوقف العمل به بعد أن خلف وارءه ٨٠ ألف معلم ومعلمة تم (تسكينهم) على مستويات لا تناسب تأهيلهم ولا خبراتهم كما ورد في قرار التثبيت وخسروا سنوات خدمة و احتساب فروقات وغيرها من ظلم بين وقع عليهم بسبب قرار!
والآن نفس ال ٨٠ ألف معلم ومعلمة سيخضعون للائحة جديدة تعدهم ( بالتسكين) على مستويات قريبة من رواتبهم الحالية! يا إلهي نفس التطمينات التي قيلت لهم منذ ٢٧ عاماً!
أن تمر نفس الدفعة من المعلمين والمعلمات بمعاناة مؤلمة مرة عند تعيينهم، أضاعت من أعمارهم سنوات خدمة وحقوق مالية لا أظن أنهم متنازلون عنها، ومرة عند تقاعدهم بتطبيق اللائحة الجديدة عليهم لتقول الوزارة أنها تعالج سلبيات الماضي !
ألم تنظر الوزارة بعين الرأفة لهؤلاء ألم تشعر بتأنيب الضمير فتغض الطرف عنهم بحيث يتم تطبيق اللائحة على من تعين بعد آخر معلم أو معلمة من ضحايا بند ١٠٥!؟ أن يذبحوا مرتين من وزارتين وتحت نفس ذريعة التغيير فهذا غير مقبول إنسانيا أما نظاما، (فالتسكين) الفضفاض سوف يكون السكين التي تذبح آخر أمل لأبطال بند ١٠٥ ليصلوا خط النهاية براتب تقاعد يكفيهم الحاجة!
اللائحة الجديدة للوظائف التعليمية الصادرة عام ٢٠١٩ تحمل الخير الكثير لمستقبل التعليم والمعلم في المملكة ولكنها تقوم على مبدأ (التسكين)!
بالمناسبة ماذا ستصنع الوزارة برواتب المعلمين المكلفين بعمل إداري كالسكرتارية وغيرها ممن تكتظ بهم الوزارة وغيرها من إدارات التعليم؟ أتمنى البدء ب (تسكينهم) عاجلا غير آجل.