أعلن الصليب الأحمر الثلاثاء أن كل شوارع مدينة عدن تشهد حربا مستمرة ما يجعل الوضع الإنساني "كارثيا". ودعا مسؤل بالصليب الأحمر أطراف الحرب في اليمن الاتفاق على هدنة فورية، مؤكدًا على ضرورة تسهيل توصيل المعونة الإغاثية. وأضاف وفقًا لبي بي سي أن أقل وصف للوضع الإنساني في عدن هو أنه "كارثي". وكشف المسئول عن أن المنظمة تسعى لإرسال فريق من الجراحين إلى عدن، غير أن الأطراف المتصارعة لم توافق على ذلك بعد. ويسعى الصليب الأحمر وفقًا لب بي سي لإرسال طائرتين تحملان 48 طنا من المساعدات الطبية وغير الطبية إلى اليمن خلال اليومين القادمين. وكان صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد أكد في وقت سابق أن أكثر من 100 ألف يمني فروا من منازلهم هربا من الموت منذ بدأت السعودية عمليتها العسكرية في اليمن. وأشار "اليونيسف" إلى أن 74 طفلا على الأقل قتلوا منذ تصاعد القتال في البلاد قبل حوالي أسبوعين. وقتل وجرح العشرات من الحركة الحوثية وما يسمى بلجان المقاومة الشعبية المعارضة لهم والقوات الموالية لـ "الرئيس" عبد ربه منصور هادي في عدن. وكانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين وصالح قد أعلنت إن بوارج حربية ترسو في بحر العرب تابعة لـ"تحالف العدوان على اليمن" قصفت مساء الاثنين مواقع للحوثيين وقوات الجيش المتحالفة معهم في عدن. يذكر إن حرب الشوارع تستعر بين الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وبين ومقاتلين مؤيدين لهادي خاصة في محيط ميناء عدن وفي صنعاء يكاد يكون الوضع مماثل حيث نقلت روسيا اليوم فيديو عن استقبال مستشفيات صنعاء العشرات من الجرحى المدنيين يوميا، من ضمنهم العديد من النساء والأطفال، بسبب الحرب الدائرة في اليمن . ويظهر في تسجيل الفيديو معاناة الجرحى داخل المستشفى الجمهوري التعليمي في صنعاء وبالذات الجرحى الذين يعانون من حروق بدرجات كبيرة ومناشداتهم لنقلهم للعلاج خارج البلاد. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الثلاثاء أن حصيلة الضحايا في اليمن منذ 19 مارس الماضي تجاوزت الـ 540 قتيلا و1700 جريح. وكان الصليب الأحمر قد دعا السبت الماضي إلى ضرورة السماح بإرسال مساعدات انسانية واجلاء مدنيين بعد مرور عشرة أيام على بدء ضربات جوية تقودها السعودية وقتال حصد أرواح مئات الأشخاص. وبدأت السعودية بقيادة الحملة العسكرية ضد اليمن والتي تضم تحالف أكثر من 10 دول عندما رفضت قوة الحوثيين الشيعة التراجع عن السيطرة على عدن ، والجلوس إلى دائرة الحوار التي دعت إليها الرياض . وبدأت بإزعاج جارتهاعلى حدودها الشمالية في 26 مارس. ويعد أحدث قتال يشهده اليمن واحدا من الكثير من الصراعات في البلاد. فقد أدت مظاهرات حاشدة استلهمت انتفاضات الربيع العربي في عام 2011 إلى تنحي صالح بعد حكم دام ثلاثة عقود تخللته حملة انفصالية في الجنوب واضطرابات قبلية وأنشطة لتنظيم القاعدة. وانسحبت القوات الأمريكية من اليمن الشهر الماضي لتوقف حربا غير معلنة كانت تشنها بطائرات بدون طيار ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقد تتيح الاضطرابات للحركة الجهادية فرصة للترسخ أو التوسع في شرق البلاد النائي.