@hananalhamad73
بدات في الآونة الأخيرة تظهر مقاطع مصورة لعراك و مضاربات وسطو أبطالها من جنسيات مختلفة ولعل ابرزها مؤخرا الجنسية السورية. ووفقا لوزارة الخارجية فإن المملكة العربية السعودية تستضيف ما يفوق على ٢.٥ مليون لاجئ سوري الذين تمت استضافتهم منذ اندلاع الأزمة السورية عام ٢٠١١م وانخرطوا في المجتمع المدني السعودي في كافة مدن المملكة وحصلوا على مميزات الدراسة والعلاج والعمل ولم يعزلوا في مخيمات خارج نطاق العمران واعتبرت الحكومة السعودية أن هذا واجبها الإنساني نحوهم بغض النظر عن ديانتهم وانتماءاتهم، لكنهم أصروا على تكوين مخيماتهم الخاصة والتي أسميها بؤرة، فمنذ عام ٢٠١١ وإلى وقت قريب كانت تظهر مشاكل للتجمعات السورية تثير الرأي العام وتمس الأمن على السطح دون اي رد فعل رسمي عال المستوى وذلك احتراما للضيف وواجبه.
إن وجود بؤر الجاليات المختلفة في المدن الكبيرة وشعور تلك البؤر بالسيطرة والتمكن أظهر الجانب السلبي من تكدس مجموعات تنتمي لنفس الدولة في حي من أحياء المدينة، يتصف بأنه قديم او نائي والإيجارات فيه رخيصة جدا، تسيطر عليه وتنقل معها ثقافتها وايديلوجيتها وصراعاتها التي تستعرض عضلاتها لاحساسها بغياب عين الرقيب والاحساس بالتمكن والقوة والأمان ليمتد إلى التمرد على قوانين المجتمع الذي يقطنونه.
إن المبدا الذي تقوم عليه مجتمعات "البؤر" هو "بلد لا تعرف فيها مارس ما يحلو لك فيه" ، لأنهم يعتقدون انه صراع بقاء وعليهم الخروج بأكبر مكاسب لحماية أنفسهم، فالغاية تبرر الوسيلة لديهم حتى لو على حساب أمن ومقدرات البلد المضيف وحتى لو أدى ذلك إلى عواقب سلبية على بني جلدتهم النظاميون هنا.
لقد بتنا نشاهد تلك الظواهر السلبية كالسطو وحروب العصابات والسلب والنهب وغيرها التي يقومون بها بشكل يومي، مما لا نتقبله من المواطنين ونحاول معالجته والقضاء عليه في مجتمعنا السعودي فكيف هو الحال مع التجمعات المستحدثة داخل المجتمع السعودي.
إن توالي انتشار المقاطع المصورة سوف يرفع وتيرة تساقط أحجار الدومينوز بؤرة تلو الأخرى دون هوادة من الجهات المعنية في الدولة المدنية السعودية التي تسعى لبناء مجتمع متجانس تتوافر فيه أعلى معايير جودة الحياة.
إن تكون تلك البؤر يجعلنا نتسائل عن الجهة المسؤولة عن معايير توزيع الأحياء السكنية وديموغرافيتها وكيف تتم الاستفادة من تحليل بيانات التعداد السكاني وإعادة تأهيل الأحياء القديمة لتفادي تعاظم تلك البؤر، خاصة أن رؤيتنا ٢٠٣٠ تريد ان تنقلنا من دول العالم الثالث إلى الأول لنكون مجتمعا منتجا لا رعويا، فأي قيمة مضافة تحملها تلك البؤر للرؤية.
اليوم تقف تلك البؤر أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاندماج واحترام البلد المضيف وإما الترحيل، ولعل الأخير تلوح بوادره في الأفق بقوة نظرا لزيادة العبء على الدولة أمنيا واجتماعيا.
فور ان يسقط حجر في لعبة الدومنيوز يتبعه الآخرون دون توقف.