على الرغم من أن التوترات الجيوسياسية بين إيران والسعودية تعد أكبر مشكلة تواجه الشرق الأوسط في الوقت الحالي ، خرج وزير النفط الإيراني للتأكيد بأن لديه علاقة جيدة مع نظيره السعودي.
قناة CNBC أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن وزير النفط الايراني بيجان زانجانه أكد في مؤتمر للطاقة في موسكو اليوم الاربعاء أن "الامير عبد العزيز بن سلمان (وزير الطاقة السعودي الجديد) كان صديقا لأكثر من 22 عاما."
و على الرغم من أن كلا من إيران والسعودية عضوان في أوبك ، فمن المعروف أنهما تختلفان بشأن سياسة أوبك - فقد قادت المملكة العربية السعودية المنظمة إلى تخفيض الإنتاج ، لكن إيران ، بموجب العقوبات الأمريكية المفروضة على صناعة النفط ، لم ترغب في خفض الإنتاج، وهي معفاة حاليا من تخفيضات الإنتاج التي وافقت عليها أوبك ومجموعة من المنتجين من خارج أوبك عليها.
وأكد زنجانة "على الرغم من هذه العلاقة السياسية الطويلة الأمد بين إيران والسعودية صعبة ، فقد كنا أصدقاء وأتمنى أن أكون صديقًا في المستقبل ".
وأضاف "نعتقد أن جميع الدول الإسلامية ، جميع الدول المجاورة ، يجب أن تتمتع ببيئة سلمية فيما بينها ... عدونا هو بلد آخر خارج هذه المنطقة" ، مشيرا إلى الولايات المتحدة.
ومع ذلك ، فقد تصاعدت التوترات بين الدولتين بعد هجوم صاروخي وطائرات بدون طيار على منشأتين نفطيتين سعودية في سبتمبر، حملت المملكة والولايات المتحدة إيران المسؤولية عنه.
ولدى سؤاله عن تأثير الهجوم على إيران ، قال زنجانة "ليس له أي تأثير على إنتاج إيران وتصديرها ، لكن هذه القضايا تزيد من التوتر في المنطقة".
وقال إن جميع دول الخليج العربي "يجب أن تحاول تحقيق الاستقرار في المنطقة والدفاع عن السلام للجميع في منطقة الخليج وتأمين مضيق هرمز من أجل النقل الحر للنفط ونقل البضائع الأخرى إلى السوق الدولية. "
و قد أثار تصريح زنجانة تساؤلات حول نوايا وأهداف السياسة الإيرانية وعدم توافقها مع ما يعلنه كبار مسؤولوها ففي الوقت الذي تنكر فيها إيران المسؤولية حول الهجمات التي استهدفت السعودية وتروج لدور الضحية تؤكد كل المؤشرات بأن طهران هي من تقف وراء الهجوم.
كما روجت طهران إلى أن السعودية نقلت لها رسائل عبر قادة العالم وهو ما أكد عدم دقته وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، فهل يفهم تصريح زنجانة على أنه خدعة إيرانية معتادة لإمتصاص الغضب السعودي والدولي من سياسة هذا البلد، أم هو إستعطاف وتودد إيراني لتجنب إجراءات وعقوبات قد تزيد من عزلة طهران وأزمة إقتصادها؟