أشاد الأمير تركي الفيصل بتحسن العلاقات الروسية السعودية، معبرا عن أمله في أن يعي الرئيس الروسي خطورة طموحات أردوغان وسياسات إيران على المنطقة.
وأكد الأمير تركي الفيصل في مقابلة مع قناة CNBC، تولى المترجم السعودي لبيب" ترجمة جزء منها، حيث أوضح الرئيس السابق للاستخبارات السعودية "في عام 1977 كانت روسيا لا تزال تابعة للاتحاد السوفياتي، وكان نفوذ الاتحاد السوفياتي قد توسع في إفريقيا والشرق الأوسط بشكل كبير، لذلك كانت هناك حالة غير ودية إذا جاز التعبير بين المملكة والاتحاد السوفياتي بسبب هذه الأحداث وبسبب تدخلاتهم في الشؤون العربية ."
وأضاف الرئيس السابق للاستخبارات السعودية " لذلك لم يكن الوقت مبشرا بالسلام أو الأمن، وكنت قد أصبحت حينها للتو رئيسا للاستخبارات السعودية في سبتمبر عام 1977، حيث وقعت خلال تلك الفترة الزمنية حرب العاشر من رمضان من عام 1973 وحظر النفط في نفس العام، وبعدها في نوفمبر 1977، أعلن الرئيس السادات عزمه التوجه للقدس ولقاء الرئيس بيجن، وهذا ما كان تطورا مفاجئا حيث أنه لم يخبر أحدا بالأمر، وهذا ما فاجأنا جميعا وزاد الأمور تعقيدا ".
وحول مدى إستغرابه من ضعف ردود الفعل الدولية حول الهجمات الايرانية على منشآت أرامكو أكد الأمير تركي الفيصل " لقد كانوا دائما كذلك وسوف أعطي أمثلة على ذلك، فيما يتعلق بالحرب في اليمن على سبيل المثال، قرار مجلس الأمن 2216 وما يليه من قرارات ، تفرض حرض تصدير الأسلحة للحوثيين، لكن إيران إستمرت ولازالت مستمرة في تزويد الحوثيين بالأسلحة منذ بدء الحرب في عام 2014، ورغم ذلك لم يحرك أحد ساكنا لفرض عقوبات على إيران ".
وأضاف الفيصل " في سوريا هناك أيضا حظر سواء على تصدير النفط وخلافه، لكن إيران تستمر في تزويد سوريا بالنفط منذ عام 2011، ورغم ذلك لم تفرض أوروبا أو غيرها أي عقوبات على إيران ".
وفي إجابته حول سؤال لماذا يخشى المجتمع الدولي والدول الاوروبية من تطبيق القانون ضد إيران أكد الأمير السعودي " لا أدري.. يثير دهشتي ذلك فهم يعترفون بأن إيران تمثل خطرا أمنيا، بل وأدانوا ذلك. الدول الأوروبية مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا ، حملت إيران مسؤولية الهجمات على حقلي بقيق وخريص للنفط في السعودية، ورغم ذلك لم يفعلوا شيئا."
وأضاف " لم تتردد إيران في محاولة تنفيذ عمليات إغتيال في أوروبا، في ألمانيا والنمسا والنرويج وبلجيكا، كما تورط دبلوماسيون إيرانيون في هذه الجرائم، ورغم ذلك لا يحرك أحد ساكنا. كما وقعت الدنمارك ضحية لهذه الجرائم ايضا، لكن لحسن الحظ قامت البلاد بإتخاذ تدابير ضد إيران" .
وعند سؤاله هل كان يصدق بأن التقارب بين روسيا والسعودية يمكن أن تكون حقيقة بعد الحرب الباردة، أوضح السفير السعودي الاسبق في واشنطن " كانت الأمور سيئة، وخاصة بعد غزو الاتحاد السوفياتي لافغانستان، لكن منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ، تحسنت العلاقة بين موسكو والرياض وازدهرت تحت إدارة الرئيس بوتين، حيث زار الملك سلمان روسيا قبل عامين، وقام ولي العهد السعودي بزيارة روسيا مرتين او ثلاث مرات، وكانت آخر زيارة للرئيس بوتين للسعودية خلال حكم الملك عبد الله رحمه الله، عندما تم انتخابه رئيسا للمرة الأولى."
وأضاف " العلاقات الودية بين السعودية وروسيا في تحسن مستمر، حيث تم تأسيس صندوق مشترك للاستثمارات في كلا البلدين في المجال الصناعي وغيره من المجالات ".
وحول قدرة روسيا على التخفيف من حدة التوتر بين السعودية و تركيا وايران أكد الأمير تركي الفيصل أنه يأمل ذلك، قائلا" آمل أن يدرك السيد بوتين المخاطر والتأثيرات السلبية لأنشطة إيران في المنطقة، ويعي أيضا طموحات أردوغان في المنطقة، فهو شخصية غريبة تملك نزعة السيطرة، وإذا أمكن للرئيس بوتين فعل شيء حيال هذا سيكون ذلك مفيدا."