@hananalhamad73
عندما اتأمل في الاختلاف الحاصل بين المصطلحات التي استخدمها للتعبير عن الأشياء ووصفها وتلك التي تستخدمها بنياتي، أدرك أن هناك جيل مختلف قادم بثقافته وهمومه وأولوياته التي يصعب على من هم في جيلي فهمها ما لم نتدارك ذلك بمجاراتهم وتثقيف أنفسنا بثقافتهم.
إن جيل العولمة يتبنى مفاهيم قد لا ترتبط مباشرة في بيئتهم المحيطة، ولعل أبرز امثلة على ذلك نوعية القضايا التي يتبنونها و طريقة تبنيهم لها لدرجة أنهم من الحماسة قد يقعون في لبس يفضي بعض الأحيان إلى اختلاق قضايا ليست لهم ولا أظن أنها تخصهم.
بعض أبناء وبنات الجيل الحالي تبنى قضية الدفاع عن الحيوان، ظهور ما يسمى بالنسويات، كانت اول مرة أشاهدهن في نشرة أخبار التاسعة على القناة الاولى منذ زمن طويل، ظهور من يتعاطف مع حقوق الشواذ، على الرغم من سلامة توجهاتهم، وغيرها من القضايا التي تم تبنيها عالميا من قبل اليسار المتحرر في أمريكا و أوروبا، وكردة فعل ظهرت قضايا مضادة تصور مجتمعنا على أنه متحرر ومنفتح وأن هناك حرب على الحجاب والنقاب وان مشاهد الصلاة شيء مستغرب ويدعو للدهشة.
وأدى هذا إلى ظهور مطالبات ومقاطع وادعاءات في وسائل التواصل الاجتماعي لم أتخيل يوما أن تصدر من مجتمعنا او أن توجد فيه بطريقة فيها نوع من التنسيق العالي والتنظيم.
وبالنظر إلى الصورة الأكبر فإن اولوياتهم في القضايا تبتعد بهم عن الواقع وتجعلهم أكثر تناغما مع المجتمع العالمي في قضاياه أو رفضا لها أكثر من قضايا المجتمع الوطني، ولهذا آثار جانبية قد تجعل الأجيال القادمة لا تفهم واقعها و احتياجاتهم وتدخلهم في تخبط يحد من التأقلم مع واقعهم وتحسينه وتحقيق أهدافه وتؤدي إلى استغلالهم لبعض القضايا لتحقيق مكاسب شخصية او اجتماعية.
إن تغيير بعض ما كان يعتبر "مسلمات" في المجتمع بطريقة الصدمة، يتطلب وجود برنامج وطني يختص بالقيم السليمة والهوية الوطنية لتخفيف أثر الصدمة على الجانب الثقافي والقيمي للمجتمع، وهذا يتطلب من جميع برامج الرؤية المعنية والجهات الحكومية والأهلية أن تحتوي أبناءنا وبناتنا وتخاطبهم بلغتهم وتستخدم أدواتهم وتفتح قنوات حوار غير تقليدية أساسها الاحترام وتقبل ما يرونه اولوية.
إن تبنيهم قضايا غير قضايا وطنهم يعتبر ثغرة قد ينفذ منها من يصر على ان يجعل من وطننا نسخة مكررة عن غيره.