حالة من ( الالم والامل ) المستمر تعتري المشهد الهلالي النصراوي وتتجدد كلما وصل فريق الهلال الى النهائي الاسيوي واقترب من تحقيق حلمه او كما يطلق عليه محبيه تحقيق ( السابعة المستعصية ) ..
فالهلاليون على كافة مشاربهم يحدوهم ( الامل ) المستمر في فوز زعيمهم بالبطولة الاسيوية والمشاركة في كأس العالم للأندية ..
فيما يغشى ويسكن منافسهم النصر حالة من ( الالم ) المستمر خوفاً وخشية من أن ينجح الهلال من تحقيق ( امله ) المنتظر ..
وصل الهلال الى النهائي الآسيوي ثلاث مرات خلال الست نسخ الاخيرة من البطولة الاسيوية ..
الوصول الاول كان عام 2014 وخسر الفريق وقتها النهائي الشهير بنهائي ( نيشيمورا ) الحكم الياباني الذي غير نتيجة المباراة النهائية في الرياض بأخطاء تحكيمية تعد ( جريمة ) في حق ( نزاهة وعدالة ) منافسات كرة القدم مما ادّى الى ايقافه من قِبل لجنة الحكام الآسيوية بسبب تلك الاخطاء ..
الوصول الثاني كان عام 2017 وخسره الهلال من امام فريق اوراوا الياباني بسبب الاصابات التي لحقت بأهم عناصره الفنية حيث اصيب اهم لاعب في الفريق وقتها النجم البرازيلي ادواردو في اول سبع دقائق من مباراة الذهاب الاولى في الرياض بالرباط الصليبي ثم اصيب مهاجم الفريق السوري عمر خربين في مباراة الاياب في اليابان كما تم طرد لاعبه سالم الدوسري في تلك المباراة ..
وهذا يعني أن الفريق الهلالي خسر النهائيان السابقان بأسباب ( خارجة عن الارادة ) متمثلة في كل مايخشاه أي فريق وهي ( التحكيم / الاصابات ) ..
هذا العام يلتقي فريق الهلال مرةً أُخرى بفريق اوراوا الياباني في مبارة ( نهائي جديد وثأر قديم ) ومع أن ( النسخة الحالية ) من الهلال هي اقوى نسخة مرّت على تاريخ فريق الهلال ( عناصرياً ) إلا أن الفريق الياباني الحالي اقوى ايضاً من فريق نهائي 2017
وبلا شك أن لاعبي الهلال قد استفادوا واكتسبوا خبرة من اللعب ( ضد التحكيم ) من نهائي 2014 واكتسبوا خبرة من اللعب ضد ( النقص بسبب الاصابات ) من نهائي 2017 وأن الفاصل في هذا النهائي هو ( الروح المعنوية ) التي سيتمتع بها الفريق و ( المستوى الفني ) الذي سيقدمه اللاعبون داخل الملعب فلا حجج بعد ذلك بالتحكيم والاصابات ..
وعلى قدر ( الامل ) الهلالي هناك على الطرف الاخر وبشكل معاكس وعلى الضفة النفسية الاخرى يتواجد وبقوة ( الالم ) النصراوي الحاد الذي يعاني منه كل المنتمين للنصر ( خشيةً وخوفاً ) من تحقيق الهلال للبطولة الاسيوية والمشاركة في كأس العالم للأندية لأن ذلك ( سيكسر ) حالة ( اللجوء النفسي ) التي يلجأ لها كل النصراويون كلما اشتد النقاش بينهم وبين الهلاليون والمتمثل في متنفسهم الوحيد منذ تسعة عشر عاما في مقولة ( العالمية صعبة قوية ) والتي ذهب اغلب النصراويون الى الاعتقاد والادعاء بأن هذه المقولة هي من شكّل ( عقدة نفسية ) حالت بين الهلال وبين تحقيقة للبطولة الاسيوية للمشاركة في كأس العالم للأندية ..
فالهلال يتفوق على النصر وبشكل كبير جداً في عدد ونوعية البطولات ..
ولكن النصر ينفرد عن الهلال بتحقيق ( منجز ) المشاركة في كأس العالم للأندية وهو المنجز الذي تأهل له الهلال ولكن لم يكتب له ( المشاركة ) فيه ..
حيث سبق للهلال أن تأهل بالفعل الى كاس العالم الثانية للأندية والتي كان مقرراً لها أن تقام في اسبانيا عام 2001 ولكن البطولة الغيت بسبب انسحاب الشركة الراعية ( ISL ) وهي شركة تسويق رياضي سويسرية تابعة للفيفا وقد جاء انسحابها بعد وضع جدول البطول مما اجبر الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) على تقديم تعويض مالي لكل الفرق المشاركة بسبب الغاء البطولة ..
ومما يزيد ( الالم ) النصراوي الحالي صعوبة وقسوة هو أن الهلال إذا حقق بطولة آسيا هذا العام فستكون ( العالمية ) مزدوجة لأن بطل النسخة الحالية سيشارك في بطولة كأس العالم للأندية القادمة في ديسمبر 2019 وسيشارك تلقائياً في بطولة كأس العالم للأندية الجديدة والمستحدثة والتي ستقام في الصين في صيف 2021 وبذلك يكون الفريق الهلالي هو الفريق السعودي الاول الذي ( تأهل ) لكاس العالم للاندية ثلاث مرات وشارك فيها مرتان والفريق الآسيوي الاول الذي يتأهل لكأس العالم للأندية بشكلها الجديد والمطور والرسمي ..
كما أن الهلال لو حل وصيفاً هذا العام ووصيفاً العام القادم فسيشارك تلقائياً في كأس العالم للأندية عام 2021 في الصين
بل أن الادهى والأمر على النصراويين أن الهلال ضمن منذ الآن لعب مباراة ( فاصلة ) مع وصيف آسيا 2020 للتأهل لكأس العالم للأندية في الصين ..
والملاحظ خلال الفترة الماضية وبعد أن تأهل الهلال رسمياً لنهائي آسيا هو حالة ( الاستسلام النفسية ) والتسليم بالواقع التي تظهر على النصراويين وتسليمهم داخلياً بأن الهلال هو بطل النسخة الحالي لكأس آسيا والدليل على ذلك هو محاولة استباقهم للواقع والاستيلاء على لقب ( الزعيم العالمي ) على طريقة المفردة النجدية ( حلّي به ) والترويج له على أنه لقب نصراوي لعلمهم ان الهلاليين سيطلقون هذا اللقب على فريقهم في حال حقق الفريق البطولة الآسيوية وتأهل لكأس العالم للأندية مع أن هذا اللقب سبق أن اطلقته صحيفة الجزيرة على الهلال عام 2001
وبين ( الامل ) الهلالي ( المستمر ) و ( الالم ) النصراوي ( المتجدد ) تظهر حقيقة الفوارق والطموح بين الجانبين ..
والمشكلة أن نهاية ( الامل ) الهلالي هي إما ( حلمٌ ) يتحقق أو ( أملٌ ) يتجدد ..
بينما نهاية ( الالم ) النصراوي إما ستكون نهاية ( قاتلة ) أو ( المٌ ) يستمر ..
وأن كان النصراويون قد احتاطوا لأنفسهم بحالة لجوء نفسية بديلة عن ( العالمية صعبة قوية ) وبدأوا الترويج للجوئهم النفسي الجديد المتمثل في مقولة ( النصر الاستثنائي ) ..