وصف الشاعر الكبير بدر بن عبدالمحسن نفسه بالشخص البيتوتي الذي يحب النهار أكثر من حبه لليل، فهو يحب الصيف ذا النهارات الطويلة أكثر من الشتاء، كما يحب أحفاده كثيراً.
كانت حلقة ممتعه على شاشة MBC أسموها #ليلة_بدر_بن_عبدالمحسن ، تحدث فيها الشاعر الكبير عن ماضيه وقصائده وعلاقته بالشعر وبأسرته، ومدرسة فيكتوريا كولج في إسكندرية مصر اللي تلقى فيها بدايات تعليمه ..
صاحب القلب الأخضر الذي غنى له عمالقة الفن الخليجي كمحمد عبده وطلال مداح وغيرهم الكثيرون ، بدا بسيطاً وواضحاً ولم يظهر عليه أبسط ملامح الإنتماء لأسرة مالكة تعد الأكبر في المنطقة وربما على مستوى العالم إذا ما قيست الأمور بمقياس الثروة ..
تحدث #بدر_بن_عبدالمحسن عن مسيرة خمسين عاماً من الشعر، وفرق بين الشعر وبين كتابة كلمات الأغنية، وأعتبر أن من يعتقد أن الشعر بات حكراً على أبناء الأسر الحاكمة في المنطقة فهو واهم ، وأشار إلى أعداد الشعراء في القبائل العربية منذ بدايات اللغة العربية وحتى اليوم ..
قد تمر أشهر عديدة على الشاعر بدر بن عبدالمحسن دون أن يكتب قصيدة، فالشعر لديه إحساس يتحدث وليست مجرد كلمات تكتب. هكذا وصف الشاعر كتابة الشعر في ليلته التي يحق له التباهي بها، لكنه كان متواضعاً إلى حد البساطة وخجولاً وكما لو أنه لم يتحدث أمام الكاميرا والجمهور قط.
كانت ليلة ممتعة بكل المقاييس، أذهلني فيها المسرح بتصميمه الذي جمع بين ماضينا العربي وحداثة العصر ، سقف منقوش بأحرف اللغة العربية تبسط السماء وضوء القمر من خلاله الليل الذي لا يحبه بطل الليلة على العكس من باقي الشعراء الذين لطالما تباهوا بحب الليل والسهر وضوء القمر وكتبوا عنهم وفيهم أجمل الكلمات ..
لم تقتصر الليلة على تألق صاحبها، فقد ظهر وتألق فيها نجوم الأغنية الخليجية وهم يتغنون بكلماته، من محمد عبده الى طلال سلامة ونوال الكويتية وعبدالرب إدريس وأصيل أبو بكر. كانوا نجوم الليلة المحلقين في فلك شاعرها وبدرها ابن عبدالمحسن، كما وصفه الفنان محمد عبده قبل أدائه لإحدى أغانيه.
لم تكن ليلةً للإحتفاء بالشاعر الكبير بدر بن عبدالمحسن بقدر ما كانت ليلة للاحتفاء بالشعر نفسه وبالأغنية الخليجية العربية وألحانها التي تعشقها النفس قبل ان تطرب لها الأذن ...
* إعلامي وكاتب يمني