@hananalhamad73
يكاد لا يمر شهر دون وجود نداءات استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي على شكل مقاطع لنساء و آنسات ينشادن لإنقاذهن من براثن التعنيف والاعتداء الجسدي واللفظي وغيره من قبل زوج أو أب أو أخ، جميعهن يناشدن القيادة العليا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله لإيجاد حل لهن، وفي علم الإدارة ان المشكلة التي يتم تصعيدها للقيادات العليا تعني أن هناك خلل ما في الإدارات التنفيذية.
ولكن هل هناك حقا خلل وأين يكمن؟ لقد عملت الجهات التشريعية والتنفيذية في السنوات الأخيرة على وضع التشريعات واللوائح التنظيمية التي تساعد على حماية المرأة وإعطائها حقوقها ومساواة النساء بشقائقهن، وأيضا تساعد على توفير حماية وغطاء قانوني لهن في حال تعرضن للعضل أو التعنيف أو منعهن من السفر وغيره وتضمن لبقية النساء أن يعاملن على حد سواء كمواطن كامل الأهلية ليكون تمكينا شموليا للمراة.
إذا لماذا تستمر تلك المقاطع في الظهور على الرغم من كل تلك الجهود المبذولة والاصلاحات؟
سأروي قصتين قصيرتين قد تقود إلى سبب المشكلة ونستنتج أين تقف حدود التشريعات والأنظمة.
الأولى هي لفتيات يُقِمن مع أمهن المطلقة، وكن يتعرضن في السابق قبل التشريعات الجديدة لابتزاز والدهن لهن مقابل الحصول على أمور عادية، مثال تصريح السفر بمقابل مالي تدفعه الأم له، أيضا إضافة الاب أسماءهن لزيادة السعودة في مؤسسته وهذا يحرمهن فرصة الوظيفة في اماكن أخرى نظرا لتسجيلهن في التأمينات، أما بعد الانظمة الجديدة فأُسقط في يده ليلجأ إلى أجبن طريقة وهي إما المال أو يغضب عليهن إن سافرن دون إذنه!
في هذه الحالة كيف للتشريعات والأنظمة الجديدة أن تتدخل؟؟
أما الحالة الثانية فهي لأم تزوجت صغيرة وأنجبت عدد كبير من الأطفال بنينا وبناتا، واعتادت تعنيف زوجها لها، للعلم لم تتخل عائلتها عنها بل أن إخوتها عند أول مرة لجأت لهم نصروها ووقفوا إلى جانبها وطالبوه بتطليقها بعد ان رأوا ما فعله بها وكان لديها آنذاك طفلا واحدا!
وفي ليلة ظلماء خذلت اهلها وعادت لأحضان معنفها وتكرر الحال حتى أصبح ضحايا التعنيف سبعة أنفس.
خسرت فرص النجاة و عند وصولها حد الاختناق ظهرت لتناشد في مقطع فيديو لعل وعسى تنقذ ما يمكن إنقاذه!
وهنا أكرر نفس السؤال كيف للتشريعات والأنظمة الجديدة أن تتدخل في شان أُسري بحت تسببت فيه سيدة اتخذت قرارا عاطفيا خاطئا.
مع كل مقطع فيديو لاستغاثة شابة أو أم أو طفل أشعر بالاختناق، ماذا لو كنت مكان أحدهم ماذا لو لم يلهمني الله بقرارات كان داعما لها إما أب أو زوج أو أخ؟
ماذا لو كنت عاطفية فارتضيت المهانة من أجل حب رجل لايستحق وكان ضحيته أطفالي ولكن بعد فوات الأوان؟
كيف للمحكمة أن تلغي غضب أب مادي جاهل أناني على أبنائه؟
هناك حدود تقف عندها السلطات التشريعية والتنفيذية لا تستطيع تجاوزها و تلك الحدود هي الشؤون العائلية..
لا تحملوا الدولة نتائج قرارات شخصية بحتة، وكلي ثقة ان نظام الحماية سوف يتحسن و كذلك دور الرعاية وغيرها.
إن المتأمل الإجراءات المطروحة يجد أنها علاجية ولايوجد آليات وقائية فاعلة، لذا على الجهات المختصة أن تبني منهحيات تهدف إلى الوقاية من خلال تثقيف السيدات والآنسات وتدريبهن على إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهذا يتطلب تكامل بين مجلس الأسرة و وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
وفي الختام فإن قصة المغنية الأمريكية ريانا وكريس براون تحمل عبرة من دولة متقدمة في أنظمة حماية المراة والطفل، حيث تنازلت ريانا عن كرامتها مقابل حبها الذي تمادى في ضربها إلى ان افاقت من سكرة الحب في الوقت المناسب.