2015-10-10 

صحيفة الأخبار اللبنانية... وبراءة الثعلب!

من بيروت، خالد عبدالله

أتفهم كثيراً حالة الحنق والارتباك الشديدين اللذين انتابا (شبيبة) ميليشيا حزب الله الذراع العسكري في لبنان، ومن سار على نهجهم نتيجة الصفعة المفاجأة لهم من عمليات عاصفة الحزم. المشهد اليوم مغاير تماماً عما سبقه، وهذا ما جعل حسن نصر الله وأحبابه بإحراق كافة الأوراق التي كانوا يحتفظوا بها في أوكارهم وسراديبهم إشاعة لغة الكراهية ضد السعودية، لم يسبق لها مثيل، واليوم يكررون نفس الخطأ الذي وقعوا فيه منذ تنفيذهم لعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويمارس اليوم محور (المماتعة) لغة خشبية أكل عليها الزمن وشرب ثم رماها في سلة المهملات، وهذه اللغة تتمثل في اتهامات مضحكة ومخجلة بأننا بدو نعيش في صحراء وما إلى ذلك من النعوت السطحية. المضحك أن صحيفة الأخبار (المتطرفة) مارست منذ سنوات شحناً طائفياً ودعوات للعنف عبر رئيس تحريرها إبراهيم الأمين الذي كتب أكثر من مرة مهدداً (صراحة) بتصفية أعضاء في تيار المستقبل، ألم يصف المحكمة الدولية باغتيال الشهيد رفيق الحريري بـ "الصهيونية" رافضا المثول أمها، فإذا به يقبع خلف شاشاتها ليدلي بشهادته؟. إبراهيم الأمين تنتظره منذ سنوات مذكرات اعتقال ودعوات خسر غالبيتها في المحاكم اللبنانية، وهو اليوم ينادي بمحاسبة السفير السعودي في لبنان الأستاذ أحمد عسيري الذي قال إنه آن الأوان لإسكات صحيفة الأخبار، وللعلم فإن جريدة الأخبار هذه تعتمد في مقامها الأول على فبركة الأخبار وتهويلها، ومحاولة التأثير على السلم الأهلي في لبنان، وتخوين كل من يعارض ميليشا حزب الله. ما يضحكني (عجباً) أن الذين احتلوا بيروت سنة 2008م واقتحموا قناة المستقبل وأحرقوها، ينادون اليوم بحرية الرأي، منتقدين العسيري لأن حرق قناة بكاملها يأتي ضمن خطاهم في المقاومة، بينما دعوة العسيري لأن تكف القناة عن شق الصف اللبناني تهديد غير مقبول، هذه إحدى متناقضات الممانعة المأزومة، ألم يكن إبراهيم الأمين هو صاحب نظرية "تحسّسوا رقابكم"؟. في لبنان "إعلاميا" باستطاعتك شراء أي شيء من الذمم والعقول والأقلام، وباستطاعتك تحويلها أيضا إلى صفراء إن شئت، وهذا ما حدث مع إبراهيم الأمين الذي كان يساريا إلى يمينيا متطرفا، قالها بصراحة إنه على استعداد أن يغلق صحيفة الأخبار متى قال له حسن نصر الله ذلك. أتابع باستمرار البرامج السياسية في قنوات (المماتعة) اللبنانية وألاحظ آثار (الصدمة) على لغتهم التي لم تعد سياسية أبداً، بل باتت توصيفات وشخصنة ونعوتاً تليق بهم وحدهم.. إنها لغة المرتبك. هناك وفي بيروت مجموعة من الأشخاص، يحلمون، ثم يعتقدون بأنه واقعاً، ويأملون أن يكون الواقع "الحقيقي" الذي هم فيه اليوم حلماً أو حتى كابوساً ومع ذلك يصرون على الكذب حتى يصدقهم بعض الجماهير التي لم تعد تطيق كذبة الممانعة، بحجة مقاومة إسرائيل التي هي اليوم أكثر أمنا بوجودهم على أطرافها. وعلى ذكر الجماهير، فإن كثيراً من جمهور الممانعة، بدأ يتململ من مراهقة حزب الله، إذ إنه ومنذ مطلع الألفية الحالية بات يبتعد بلبنان شيئاً فشيئاً عن المسار العالمي، وربما قريباً سيحوله إلى بلد (مارق) يحاصره العالم من كل مكان. جمهور الممانعة اليوم يريد العيش بسلام، ولا يرغب في مزيد من الحروب الخاسرة التي لا ناقة له فيها ولا شجمل خاصة وأن لغالبية اللبنانيين المغتربين مصالح في الخليج ودول العالم التي يناصبها حزبه العداء ليل نهار.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه